يواجه النجم المغربي حكيم زياش، البالغ من العمر 32 عاماً، منعطفاً حرجاً في مسيرته المهنية مع دخوله الأسابيع الأخيرة من الفترة الاستدراكية للانتقالات. فبعد انتهاء فترة التسجيل الرسمية في الدوريات الأوروبية الكبرى يوم الأول من سبتمبر 2025، لا يزال اللاعب الحر بدون ناد، مما يجعل الوقت يلعب ضده في طموحه للعودة إلى منتخب المغرب قبل كأس الأمم الإفريقية التي ستحتضنها المملكة خلال الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
شهدت تجربة زياش مع نادي الدحيل القطري نهاية مفاجئة ومبكرة في مايو/ أيار 2025، بعد مرور خمسة أشهر فقط على انضمامه للفريق في يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
وقد فسخ اللاعب عقده بالتراضي رغم امتداده حتى عام 2027، في خطوة لم تكن متوقعة خاصة مع الراتب المالي المرتفع الذي كان يتقاضاه والذي قُدر بحوالي خمسة مليارات سنتيم مغربي سنوياً.
خلال فترته القصيرة مع الدحيل، شارك زياش في 13 مباراة فقط، سجل خلالها هدفاً واحداً وقدم تمريرة حاسمة واحدة. هذه الأرقام المتواضعة تعكس التحديات التي واجهها اللاعب في التأقلم مع الدوري القطري، مما دفعه لاتخاذ قرار المغادرة بحثاً عن تحدٍ أوروبي جديد.
موقف الركراكي الواضح والحازم
أوضح وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، موقفه من وضعية زياش بصراحة تامة خلال مؤتمر صحفي في أغسطس/ آب2025. وأكد المدرب أن زياش يظل ضمن القائمة الموسعة للمنتخب، لكنه لا يستطيع ضم “لاعب عاطل عن اللعب ولا يلعب ف أي ناد” في ظل المنافسة المحتدمة على المراكز قبل كأس الأمم الإفريقية.
وشدد الركراكي على أن استبعاد زياش ليس لأسباب تأديبية أو شخصية، بل “المسألة رياضية بحتة وترتبط بمعايير التنافس والمشاركة في المباريات”. هذا الموقف الواضح يضع ضغطاً إضافياً على اللاعب للعثور على ناد في أقرب وقت ممكن لاستعادة مكانته في تشكيلة “أسود الأطلس”.
خيارات أوروبية متعددة لكن بلا حسم
تشير التقارير الإعلامية إلى وجود اهتمام من عدة أندية أوروبية بضم زياش كلاعب حر. ففي الدوري الإسباني، دخل كل من إشبيلية وإلتشي في مفاوضات مع اللاعب، حيث عرض إشبيلية عقداً لمدة موسم واحد مع إمكانية التجديد لموسم إضافي. كما أظهر إلتشي اهتماماً متجدداً بالنجم المغربي رغم توقف المفاوضات السابقة بسبب مطالبه المالية.
أما في الدوري الهولندي، فقد ربطت تقارير قوية زياش بنادي بي إس في إيندهوفن، خاصة بعد إصابة اللاعب روبن فان بوميل الخطيرة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم. وتشير المصادر إلى أن إدارة إيندهوفن تفكر جدياً في التعاقد مع زياش لتعويض هذا الغياب، خاصة أن اللاعب سبق له العمل تحت قيادة المدرب الحالي بيتر بوش خلال فترته مع أياكس أمستردام.
تحدي العودة إلى القمة
يدرك زياش أن العثور على ناد أوروبي مناسب ليس مجرد خطوة مهنية، بل هو جواز مروره للعودة إلى منتخب المغرب والمشاركة في كأس الأمم الإفريقية على الأراضي المغربية. هذا الحلم الذي طالما تحدث عنه اللاعب في تصريحاته السابقة، حيث وصفه بأنه “حلم كبير” ليقود الأسود للتتويج باللقب الغائب عن خزانة الكرة المغربية منذ نصف قرن.
لكن التحدي لا يقتصر على العثور على ناد فحسب، بل يتطلب من زياش استعادة إيقاع المباريات والتنافسية التي افتقدها منذ أشهر، خاصة بعد التجربتين المخيبتين مع الدحيل في قطر وقبلها مع غلطة سراي التركي. كما سيكون عليه التنافس على مكانته السابقة في المنتخب والتي انتقلت الآن إلى أشرف حكيمي الذي أصبح عميد المنتخب وقائده الجديد.
هالة من الغموض والضغط النفسي
تشير مصادر مقربة من اللاعب إلى تأثره الشديد بوضعه الحالي وغيابه الطويل عن معسكرات المنتخب المغربي، مما ولد لديه شعوراً بالإحباط لعدم حصوله على نفس الاهتمام الإعلامي والامتيازات التي كان يحظى بها في السابق. هذا الوضع النفسي المعقد يضيف بُعداً إضافياً لتحدي اللاعب في العثور على الدافعية المطلوبة للعودة إلى أفضل مستوياته.
نافذة الأمل الأخيرة
رغم إغلاق فترة التسجيل الرسمية في الدوريات الأوروبية الكبرى، لا تزال هناك خيارات متاحة أمام زياش كلاعب حر للانضمام إلى أندية في بطولات لا تزال نوافذ انتقالاتها مفتوحة. كما تسمح اللوائح للأندية بالتعاقد مع اللاعبين الأحرار خارج فترات الانتقالات الرسمية في ظروف استثنائية، مما يبقي باب الأمل مفتوحاً أمام النجم المغربي.
الوقت ينفد أمام حكيم زياش، لكن التاريخ يذكرنا أن أعظم قصص النجاح كانت تبدأ من أعمق نقاط الأزمة. فهل ستكون هذه الفترة العصيبة نقطة تحول جديدة في مسيرة “ساحر أياكس” السابق؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة على هذا السؤال المصيري في مستقبل أحد أبرز نجوم الكرة المغربية.