جدل تحكيمي.. هل أراد مشجع ليفربول تعطيل قطار آرسنال؟

شهدت مباراة نيوكاسل يونايتد ضد آرسنال بملعب سانت جيمس بارك، اليوم الأحد، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، بعض القرارات التحكيمية التي أثارت جدلا واسعا وغضب طرفي اللقاء.

المباراة انتهت بفوز آرسنال (2-1) بعدما قلب النتيجة بتسجيله هدفين قاتلين في الدقائق الأخيرة، إذ كان متأخرا منذ الشوط الأول بهدف دون رد.

نيوكاسل بادر بالتسجيل عبر نيك فولتميد في الدقيقة 34، قبل أن يدرك آرسنال التعادل عن طريق ميكيل ميرينو (ق 85)، ويسجل جابرييل ماجاليس هدف الانتصار القاتل (ق 90+6) بضربة رأسية بعد عرضية من ركنية، أرسلها إليه مارتن أوديجارد.

واستغل المدفعجية تعثر ليفربول، المتصدر، بالاقتراب منه وتقليص الفارق بينهما إلى نقطتين، إذ احتل الفريق اللندني المركز الثاني برصيد 13 نقطة، فيما توقف نيوكاسل عند 6 نقاط في المركز الخامس عشر.

وأدار الحكم الأسترالي جاريد جيليت، البالغ من العمر 38 سنة، المباراة، وكانت قراراته مثار جدل واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار اللقاء، فضلا عن مساعديه في غرفة تقنية الفيديو.

ركلة جزاء ملغية

الدقيقة 14 شهدت إطلاق جيليت صافرته، لاحتساب ركلة جزاء لصالح آرسنال بداعي قيام الحارس نيك بوب بعرقلة فيكتور جيوكيريس داخل منطقة الجزاء، لحظه انطلاقه بالكرة.

لكن الحكم لم يكن على يقين بصحة قراره، ليلجأ لتقنية الفيديو، وراجع اللقطة بنفسه عبر شاشة “الفار”، ليعود إلى الملعب متراجعا عن قراره، مؤكدا عدم وجود مخالفة تستوجب ركلة جزاء.

وكشف الحساب الرسمي للجنة حكام البريميرليج، سبب تراجع الحكم عن قراره، إذ أكدت أن حارس نيوكاسل تدخل على الكرة وأبعدها عن جيوكيريس، ما يعني عدم وجود مخالفة.

هدف مثير للشك

قبل نهاية الشوط الأول بـ9 دقائق، تمكن المهاجم الألماني نيك فولتميد من تسجيل هدف تقدم نيوكاسل بضربة رأسية.

لكن لاعبو آرسنال اعترضوا على احتساب الهدف، بداعي وجود دفعة من فولتميد في ظهر أحد المدافعين، لكن الحكم لم يتلق إشارة من “الفار” تفيد بوجود أي مخالفة.

كما طالب لياندرو تروسارد مهاجم آرسنال، باحتساب ركلة جزاء لصالحه، لكن الحكم لم يعر انتباها له، رغم وجود بعض الشك.

لمسات يد مثيرة للجدل

في الدقيقة 85، وبعد ثوان معدودة من إدراك آرسنال التعادل، سدد أنطوني إيلانجا كرة داخل منطقة الجزاء، ارتطمت في ذراع جابرييل ماجاليس.

لكن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء، وهو القرار الذي أيده حكم الفيديو المساعد، حيث قال حساب القرارات التحكيمية أن “الكرة ارتطمت بساق اللاعب ثم ارتطمت في ذراعه رغما عنه”.

وفي اللحظات الأخيرة، كان لآرسنال لقطة أخرى مثيرة للجدل، حينما سدد جابرييل مارتينيلي كرة من خارج منطقة الجزاء، لتلامس يد برونو جيمارايش، لكن الحكم لم يحتسب شيئا.

بل إن حكم الفيديو المساعد لم يشر للحكم لوجود أي مخالفة على لاعب نيوكاسل، قبل تحول الكرة إلى ركنية.

مشجع ليفربول

بعد الجدل الذي صاحب مباراة آرسنال ونيوكاسل، أبرز بعض مشجعي الجانرز السيرة الذاتية للحكم الأسترالي، والتي تشير إلى كونه مشجعا لنادي ليفربول.

وأراد هؤلاء المشجعين اتهام الحكم بتعمد تعطيل آرسنال، لتفادي اقترابه من ليفربول، المتصدر، وذلك بعدم احتسابه 3 ركلات جزاء على الأقل للفريق أمام الماكبايس، فضلا عن احتساب هدف مشكوك في صحته.

ورغم تلك القرارات، اجتاح طوفان آرسنال شباك نيوكاسل، بتسجيل هدفين قاتلين، منحا الفريق فرصة تقليص الفارق مع الريدز إلى نقطتين، في سباق التتويج بلقب البريميرليج الغائب عن خزائن المدفعجية منذ 21 عاما.

فخر كبير

يذكر أن ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال قال في تصريحات لشبكة “سكاي سبورتس” عقب المباراة: “بكل فخر، أعتقد أننا استحقينا الفوز بجدارة، طريقة لعبنا وأدائنا وتنافسنا، والفرص التي خلقناها، جعلتنا نستحق الفوز، لقد حققنا ذلك بطريقة دراماتيكية، لكننا كنا نستحق الفوز حقًا”.

وأضاف: “هكذا نصل إلى مستوى مختلف، من خلال خوض تلك اللحظات واستخلاص الدروس منها، كانت فرصة عظيمة لإظهار هويتنا، لأنفسنا، لأنهم فريق رائع، ومن الصعب جدًا مواجهتهم في ملعبهم.. مستوى الثبات والجودة الذي أظهرناه اليوم كان في غاية الروعة”.

وتابع: “أعتقد أن طريقة لعبنا، والشجاعة والتصميم والجودة التي لعبنا بها اليوم، هي ما يجعلنا نريد الوصول إلى المستوى التالي، ولتحقيق ذلك، علينا أن نصل إلى هذه الملاعب، وعندما حققنا بعض النتائج أمس، أردنا أن نظهر هذه القناعة والرغبة في تحقيق ذلك”.

وأكمل: “علينا أن نصل إلى هذا الملعب ونفوز، علينا أن نجد طريقة لتحقيق ذلك، وكان الأمر رائعًا”.

وعن إشراك العديد من المهاجمين بعد التأخر في النتيجة، قال: “كان علينا أن نبذل قصارى جهدنا، أعتقد أن بوب (حارس نيوكاسل) كان استثنائيًا، كان يستحق كل التقدير، وأعتقد أننا استحقينا الفوز بجدارة”.

وحول إلغاء ركلة جزاء جيوكيريس، علق أرتيتا: “إذا لم يكن خطأً واضحًا وجليًا، فلا ينبغي لتقنية الفيديو أن تتدخل، من الواضح أن تقنية الفيديو لا يجب أن تتدخل لأنها ركلة جزاء”.