المارد الأحمر يبحث عن استعادة التوازن ومصالحة الجماهير
يخوض الأهلي مواجهة قوية ومرتقبة أمام غريمه التقليدي الزمالك، مساء اليوم الاثنين على استاد القاهرة، ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري المصري الممتاز.
وتأتي المباراة في أجواء مليئة بالترقب والضغوط، سواء من جانب اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو الجماهير، نظرًا لما تحمله القمة من طابع خاص، يتجاوز مجرد حسابات النقاط.
ويدخل الزمالك اللقاء وهو متصدر جدول ترتيب الدوري برصيد 17 نقطة جمعها من 8 مباريات، حيث حقق الفوز في 5 مواجهات وتعادل في مباراتين وتلقى خسارة واحدة.
وسجل لاعبو الزمالك 12 هدفًا بينما اهتزت شباكهم 4 مرات فقط، ليظهر الفريق بشكل دفاعي مميز إلى جانب فاعليته الهجومية. على الجانب الآخر، يحتل الأهلي المركز الثامن برصيد 12 نقطة بعدما خاض 7 مباريات، إذ فاز في 3 وتعادل في مثلها وخسر مباراة واحدة، وسجل لاعبوه 11 هدفًا واستقبلت شباكهم 8 أهداف، وهو ما يعكس حالة من التذبذب في النتائج والأداء خلال الفترة الأخيرة، ويضاعف الضغوط على الجهاز الفني المؤقت بقيادة عماد النحاس.
وتحمل مباراة اليوم رقم 131 بين الفريقين، في تاريخ بطولة الدوري فقط. ويملك الأهلي أفضلية واضحة، حيث حقق الفوز في 50 مواجهة من أصل 130، مقابل 29 انتصارًا للزمالك، بينما انتهت 51 مباراة بالتعادل.
وسجل الأهلي 170 هدفًا في هذه المباريات، بينما أحرز الزمالك 121 هدفًا. وعلى صعيد جميع البطولات، التقى الفريقان في 241 مواجهة، ففاز الأحمر في 105 مباريات مقابل 65 انتصارًا للأبيض، فيما حسم التعادل 80 لقاءً.
طاقم التحكيم
يقود المباراة طاقم حكام إسباني، جاء بطلب رسمي من الأهلي، حيث أسندت لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم إدارة اللقاء إلى الحكم الدولي الإسباني، سيزار سوتو جرادو، ويساعده كل من إيفان ماسو جراندو وأنطونيو رامون مارتينيث مورينو، بينما يتولى أليخاندرو مونيث رويز مهمة الحكم الرابع.
وفي غرفة تقنية الفيديو، يتواجد خوسيه لويس مونويرا مونتيرو وماريو ميليرو لوبيز، وهم من الحكام أصحاب الخبرات الكبيرة في إدارة مباريات القمم الأوروبية.
أزمات الأهلي قبل القمة
شهدت الساعات الماضية أجواء من القلق داخل القلعة الحمراء لأسباب عدة:
أولًا: الإصابات، حيث يفتقد الفريق عددًا من العناصر البارزة، مثل محمد شكري، كريم فؤاد، المغربي أشرف داري، والسلوفيني نيتس جراديشار، الذي أثبتت الفحوصات إصابته بشد في العضلة الخلفية سيبعده عن اللقاء. كما يغيب إمام عاشور بسبب إصابته بفيروس “A”،
ثانيًا: عدم اكتمال جاهزية أحمد مصطفى زيزو ومحمد مجدي “أفشة” العائدين من الإصابة. وأكد مصدر بالجهاز الطبي أن الدفع بالثنائي، زيزو وأفشة، قد يعرضهما لتمزق عضلي يغيبان بسببه فترة طويلة، وهو ما جعل الجهاز الطبي يحذر من المغامرة.
وأصر اللاعبان على رغبتهما في التواجد والمشاركة بالقمة، لكن الجهازين الفني والطبي رفضا المخاطرة بهما. ووفق مصدر مطلع، فإن المدير الفني، عماد النحاس، تلقى تقريرًا طبيًا واضحًا يحذر من إشراكهما، ما أدى إلى غضب الثنائي، وخاصةً زيزو، الذي طلب التواجد على مقاعد البدلاء، وهو ما لم يوافق عليه المدرب المؤقت، تجنبًا لحدوث توتر داخل الفريق أثناء المباراة.
ثالثًا: غياب محمود الخطيب رئيس النادي. حيث لم يتواجد في تدريبات الفريق كما جرت العادة قبل المباريات الكبرى، في إشارة إلى غضبه من النتائج الأخيرة.
وأكد مصدر مقرب أن الخطيب يمر بحالة استياء شديدة بسبب تراجع الأداء، إضافة إلى انشغاله بالتحضيرات الخاصة بانتخابات مجلس الإدارة المقبلة، المقرر عقدها يوم 31 أكتوبر/تشرين أول المقبل، وهو ما اعتبره البعض رسالة ضغط مبطنة على اللاعبين والجهاز الفني.
رابعًا: غياب المدرب الأجنبي. إذ ما زال الأهلي دون مدير فني أجنبي، بعد توجيه الشكر للإسباني خوسيه ريبيرو. ورغم محاولات الإدارة للتعاقد مع اسم جديد، إلا أن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة حتى الآن، ما زاد من حالة القلق داخل الفريق وبين الجماهير، التي اعتادت على وجود مدرب كبير يقود مثل هذه المباريات المصيرية.
وتضع هذه الظروف ضغوطًا إضافية على عماد النحاس، الذي يقود الفريق بشكل مؤقت، خاصة أن الأداء في المباريات السابقة لم يكن مقنعًا، وسط انتقادات جماهيرية واسعة ومطالبات بسرعة التعاقد مع مدرب أجنبي كبير.
بالمقابل، يعيش الزمالك حالة أكثر استقرارًا على الصعيد الفني والإداري، وهو ما يمنحه أفضلية نسبية قبل اللقاء.
وفي ظل هذه المعطيات، يدخل الأهلي مواجهة الليلة بحثًا عن استعادة الثقة وتحقيق الفوز، لإرضاء جماهيره ومواصلة مطاردة المنافسين على القمة، فيما يسعى الزمالك لتعزيز صدارته وتأكيد تفوقه هذا الموسم، بينما تبقى القمة كعادتها بعيدة عن كل التوقعات، وتحمل جميع السيناريوهات الممكنة، وسط اهتمام إعلامي وجماهيري ضخم، يجعلها دائمًا المواجهة الأهم والأبرز في تاريخ الكرة المصرية.