أعلن نادي برشلونة رسميًا عن تجديد عقد لاعب الوسط مارك بيرنال حتى عام 2029، بعد عودته القوية من إصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب لأكثر من عام.
بيرنال، البالغ من العمر 18 عامًا، عاد إلى الملاعب يوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي، وقدم تمريرة حاسمة في الانتصار الساحق على فالنسيا بنتيجة 6-0، ليؤكد جاهزيته واستعادته لمستواه.
ووفقًا لما أوردته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن بيرنال، الذي ينحدر من مدينة بيرجا، كان قد بدأ موسم 2024-2025 بشكل لافت وهو في سن السابعة عشرة، حيث اعتمد عليه المدرب الألماني هانز فليك كأساسي في التشكيلة الأولى.
إلا أن اللاعب تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليسرى، بالإضافة إلى إصابة في الغضروف الخارجي، وذلك خلال مواجهة أقيمت على ملعب فاييكاس يوم 27 أغسطس/أب 2024 أمام رايو فاليكانو، مما شكل صدمة كبيرة للنادي والجماهير نظرًا لبداية اللاعب الواعدة.
عقب الإصابة، جدد النادي ثقته الكاملة في بيرنال، وقام في نهاية سبتمبر/أيلول 2024 بتعديل عقده الذي كان يمتد حتى يونيو 2026، وهو موعد انتهاء مرحلته كلاعب شاب، ليضيف إليه ثلاثة أعوام اختيارية تنتهي في 2029.
كما تم تحديد قيمة الشرط الجزائي في عقده بـ500 مليون يورو، وهي قيمة تعكس مدى تمسك النادي باللاعب وحرصه على حمايته من إغراءات الأندية الأخرى.
وبعد عدة تأجيلات لأسباب إدارية وطبية، وقع بيرنال اليوم رسميًا على العقد الجديد في مكاتب كامب نو، بحضور رئيس النادي خوان لابورتا، وذلك وفقًا للشروط الجديدة التي تتضمن زيادة في راتبه بما يتناسب مع مكانته المتصاعدة في الفريق الأول.
من هو مارك بيرنال؟
مارك بيرنال يُعد أحد أبرز المواهب الصاعدة في أكاديمية “لا ماسيا” الشهيرة، وقد لفت الأنظار منذ سنوات في الفئات السنية بفضل قدراته الفنية العالية، ورؤيته المميزة في وسط الملعب، بالإضافة إلى شخصيته القيادية رغم صغر سنه. يتميز بيرنال بأسلوب لعب يجمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي، مما جعله خيارًا مثاليًا للمدرب فليك الذي منحه الثقة في بداية الموسم الماضي.
وقد وصفه العديد من المحللين بأنه “تشافي الجديد”، نظرًا لتشابه أسلوبه مع أسطورة برشلونة السابق، خاصة في التمريرات الدقيقة والتحكم في إيقاع اللعب.
ورغم أن المقارنة قد تكون مبكرة، إلا أن بيرنال أثبت في المباريات القليلة التي خاضها قبل الإصابة أنه قادر على تقديم الإضافة في خط الوسط.
رحلة التعافي من الإصابة
إصابة الرباط الصليبي تُعد من أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها لاعب كرة القدم، وتتطلب عادة فترة طويلة من التأهيل البدني والنفسي. بيرنال خضع لعملية جراحية ناجحة في برشلونة، ثم بدأ برنامجًا تأهيليًا مكثفًا تحت إشراف الطاقم الطبي للنادي، والذي حرص على توفير أفضل الظروف لضمان عودته بأمان.
وقد أثنى النادي على التزام اللاعب وانضباطه خلال فترة العلاج، حيث لم يتغيب عن أي جلسة تأهيلية، وكان حريصًا على متابعة تدريبات الفريق عن قرب، مما ساعده على الحفاظ على ارتباطه بالمجموعة.
العودة إلى الملاعب
عودة بيرنال كانت منتظرة من قبل جماهير برشلونة، ومشاركته أمام فالنسيا لم تكن مجرد ظهور عابر، بل كانت بمثابة إعلان عن عودة نجم واعد، حيث قدم تمريرة حاسمة ساهمت في تسجيل أحد أهداف المباراة الستة، ونال إشادة واسعة من الصحافة والجماهير.
المدرب هانز فليك عبّر عن سعادته بعودة بيرنال، مؤكدًا أنه سيكون عنصرًا مهمًا في خططه المستقبلية، خاصة مع توجه النادي للاعتماد على اللاعبين الشباب في ظل الأزمة المالية التي يمر بها الفريق.
تجديد العقد: رسالة ثقة
تجديد عقد بيرنال حتى 2029 ليس مجرد إجراء إداري، بل هو رسالة واضحة من إدارة برشلونة تؤكد فيها تمسكها بمشروعها الرياضي القائم على تطوير المواهب الشابة. خوان لابورتا، رئيس النادي، كان حريصًا على حضور توقيع العقد بنفسه، في إشارة إلى أهمية اللاعب في مستقبل الفريق.
مستقبل بيرنال
مع تجديد عقده وعودته القوية، يُتوقع أن يكون بيرنال أحد الركائز الأساسية في مشروع برشلونة الجديد، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الفريق على الصعيدين المحلي والأوروبي.
اللاعب يمتلك كل المقومات ليصبح نجمًا في خط الوسط، وإذا حافظ على مستواه وتجنب الإصابات، فقد يكون له دور كبير في إعادة الفريق إلى منصات التتويج الأوروبية.
كما أن وجوده إلى جانب لاعبين شباب آخرين مثل لامين يامال وباو كوبارسي يعزز من فرص بناء فريق تنافسي قادر على مواجهة الكبار، خاصة في ظل توجه النادي نحو تقليل الاعتماد على الصفقات الباهظة والتركيز على أبناء الأكاديمية.
مارك بيرنال ليس فقط قصة لاعب عاد من إصابة خطيرة، بل هو مثال حي على الإصرار والطموح، وعلى قدرة الشباب على تجاوز المحن وتحقيق النجاح. تجديد عقده حتى 2029 هو خطوة أولى في مسيرة طويلة، والجميع في برشلونة يترقبون ما سيقدمه هذا النجم الواعد في السنوات المقبلة.