وضع آينتراخت فرانكفورت فرق دوري أبطال أوروبا في حالة تأهب بفوزه الساحق على جالطة سراي قبل أسبوعين (5-1)، ويشمل ذلك خصمه التالي أتلتيكو مدريد، حيث يتواجه الفريقان اليوم الثلاثاء في العاصمة الإسبانية، ضمن لقاءات الجولة الثانية من مرحلة الدوري.
وتعد مواجهة أتلتيكو على ملعبه واحدة من أصعب المواجهات في كرة القدم الأوروبية، لكن فرانكفورت بقيادة مدربه دينو توبمولر سيكون واثقًا بهدوء من قدرته على تحقيق نتيجة في ملعب الروخيبلانكوس.
تألق لافت
عادت “النسور” من تأخرها بهدف مبكر لتكتسح بطل تركيا الحالي جالطة سراي بنتيجة (5-1) في الجولة الأولى، وسط تشجيع بعض من أكثر الجماهير شغفًا في عالم كرة القدم.
وقام بالتسجيل ثلاثة لاعبين مختلفين، بالإضافة إلى هدفين عكسيين، مما يثبت أن الحياة بعد رحيل عمر مرموش وهوجو إيكيتيكي تبدو مشرقة جدًا بالفعل بالنسبة لنادي البوندسليجا الذي احتل المركز الثالث الموسم الماضي.
ويشارك فرانكفورت في سباق المراكز الأربعة الأولى مرة أخرى في بداية موسم الجاري، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حصيلته من الأهداف البالغة 17 هدفًا، وهو مجموع لم يتفوق عليه بعد خمس مباريات سوى بطل البوندسليجا بايرن ميونخ.
وسجل الشاب كان أوزون خمسة أهداف، أي أكثر بثلاثة أهداف من جان ماتيو باهويا وريتسو دوان، بينما سجل الألماني جوناثان بوركاردت، القادم من ماينز في الصيف، في مبارياته الثلاث السابقة في جميع المسابقات.
لاشك أن دفاع أتلتيكو الذي يفتقر إلى الصلابة والذي اهتزت شباكه بـ 12 هدفًا في ثماني مباريات بالفعل هذا الموسم، سيواجه مهمة صعبة حقيقية للحفاظ على هدوء مجموعة فرانكفورت الجديدة والمتألقة من صانعي الأهداف.
كما أن ميل فرانكفورت إلى الليالي الأوروبية الكبرى يضعه في موقف جيد.
سجل مشرف
فاز آينتراخت بلقب الدوري الأوروبي موسم (2021-2022) دون أن يتعرض لأي خسارة، حيث أطاح بفرق شهيرة مثل برشلونة، بفوزه في مباراة الإياب في إسبانيا، ووست هام يونايتد قبل أن يتغلب على رينجرز بركلات الترجيح في النهائي.
واستمتعت “النسور” بمسيرة وصلت فيها إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، بعد أكثر من 60 عامًا من خسارتها في النهائي أمام ريال مدريد في الشكل السابق للمسابقة.
وحضر حوالي 30 ألف مشجع لفرانكفورت في ملعب “كامب نو” ببرشلونة قبل بضعة مواسم، وهذا دليل على حبهم الذي لا يموت لفريق هيسن.
ولن يكون هناك هذا العدد الكبير في مدريد، على الأقل ليس داخل الملعب في يوم المباراة، لكنها بالتأكيد لن تبدو كأنها مباراتكم المنزلية المعتادة بالنسبة لكتيبة دييجو سيميوني.
إذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فإن جماهير آينتراخت ستقوم بصبغ مدريد باللون الأسود والأبيض والأحمر بعد وقت طويل من صافرة النهاية.
إيقاف سيميوني
في الوقت الذي بدأ فيه فرانكفورت مرحلة الدوري بالفوز على جالطة سراي، لم يخسر أتلتيكو المباراة أمام ليفربول (3-2) في الوقت المحتسب بدل الضائع في “أنفيلد” فحسب، بل خسر أيضًا مدربه سيميوني، الذي حصل على بطاقة حمراء في ذروة اللحظة وبالتالي سيغيب عن مباراة اليوم.
المدرسة الأرجنتينية
أظهر “ديربي مدريد” الذي حسمه أتلتيكو بخماسية، أن الروخيبلانكوس لا يمكنه تسجيل أهداف سهلة، عندما سحر جوليان ألفاريز ركلة حرة في منطقة الجزاء بأفضل طريقة، ويعد ألفاريز هو هداف الدوري خلف كيليان مبابي بستة أهداف وتمريرة حاسمة في أول 7 جولات، وهو واحد من ستة لاعبين أرجنتينيين في تشكيلة سيميوني، وهو نفسه من بلد أبطال العالم 3 مرات ويتولى المسؤولية منذ ديسمبر/كانون الأول 2011.
وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، ما لا يقل عن 62 لاعبا من الأرجنتين تحت عقود مع بطل إسبانيا 11 مرة في تاريخ النادي؛ وهو أكبر عدد من اللاعبين الدوليين بفارق كبير، يليهم البرازيل بـ 32 لاعبًا.
مواجهات سابقة
سبق أن تواجه الفريقان مرة واحدة من قبل، وكان ذلك في ثمن نهائي كأس الكؤوس الأوروبية موسم (1975-1976).
وحينها فاز فرانكفورت ذهابًا خارج أرضه بنتيجة (2-1)، وكرر الانتصار في الإياب على أرضه بهدف دون رد.
ألقاب أتلتيكو
تنمو خزائن الكؤوس بشكل مستمر لدى أتلتيكو مدريد، حيث يملك في رصيده إحدى عشرة لقبًا في الدوري، و10 انتصارات في الكأس المحلية، وثلاثة نجاحات في الدوري الأوروبي، وكأس الكؤوس الأوروبية في عام 1962، وكأس الانتركونتيننتال في عام 1974 تتصدر سجل الإسبان.
فاز الإسبان بهذا الأخير لأن الفائز بكأس الأندية الأوروبية آنذاك، نادي بايرن ميونخ، تنازل عن المشاركة في تلك المباراة النهائية.
وكانت آخر مرة رفع فيها فريق مدريد معدنًا ثمينًا إلى السماء هي بفوزه ببطولة الدوري موسم (2020-2021). قبل أربع سنوات.
كما يملك في سجله أيضًا 3 ألقاب في السوبر الأوروبي ولقبين في السوبر الإسباني.
أما فرانكفورت فتوج بلقب الدوري الألماني مرة واحدة (1959) وبكأس ألمانيا 5 مرات، وبالدوري الأوروبي مرتين، وكانت أفضل نتائجه في دوري الأبطال خسارة النهائي موسم (1959-1960).