معركة الليجا ليست مضمونة للريال وبرشلونة.. والروخيبلانكوس قد يكون مفاجأة دوري الأبطال
يُعد بيب مورسيا واحدًا من الأسماء التي ارتبطت بتاريخ أتلتيكو مدريد في فترة مفصلية من مشوار النادي.
المدرب الإسباني المخضرم تولى قيادة الروخيبلانكوس في موسم 2005-2006 في لحظة حرجة، بعدما رحل المدرب الأرجنتيني كارلوس بيانكي إثر تراجع النتائج.
لم يكن مورسيا يملك وقتها البريق الإعلامي ولا الشهرة الكبيرة، لكنه حمل على عاتقه مسؤولية إنقاذ موسم بدا كأنه يسير نحو الهاوية.
خلال مشواره القصير مع أتلتيكو ترك مورسيا بصمة واضحة في شخصية الفريق. قاد “الروخيبلانكوس” في الدوري الإسباني بثقة، ونجح في تحقيق سلسلة من الانتصارات اللافتة التي أعادت الروح للجماهير.
كان الرجل يؤمن دائمًا بقوة شخصية أتلتيكو مدريد، وبأن النادي قادر على العودة بين الكبار رغم الصعوبات.
وبعد رحيله عن الفريق واصل مسيرته التدريبية في أندية عدة داخل إسبانيا وخارجها، لكنه ظل مرتبطًا في ذاكرة الجماهير بلحظته المميزة مع أتلتيكو.
اليوم، وبعد الفوز الكبير 5-2 الذي حققه أتلتيكو مدريد على ريال مدريد في الديربي، أجرى كووورة حوارًا مع المدرب السابق بيب مورسيا للحديث عن هذه النتيجة التاريخية، وعن مستقبل الفريق مع دييجو سيميوني.
كما قيّم مورسيا تجربة تشابي ألونسو مع ريال مدريد، وأدلى برأيه حول المنافسة على لقب الليجا، وتحدث عن نظرته لمستقبل جوليان ألفاريز ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم… إلى نص الحوار:
هل توقعت انتصار أتلتيكو في الديربي بخماسية؟
عندما يلتقي فريقان كبيران مثل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، فكل شيء ممكن. لم يكن أحد يتوقع نتيجة كهذه، والسبب أن ريال مدريد دخل اللقاء بلا هزيمة، بينما بدأ أتلتيكو الموسم بشكل سيئ مع كثير من الشكوك. حتى لحظة تقدّم ريال مدريد 2-1 كانت المباراة في اتجاهه، لكن منذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء. أتلتيكو مدريد ضغط بقوة، ولعب بشجاعة، وفجر مفاجأة مدوية. بالنسبة لي، أرى أن أتلتيكو مدريد كان متفوقًا بوضوح في مجمل اللقاء. المدهش أن ريال مدريد، رغم تقدمه، لم يستطع الحفاظ على النتيجة، بينما امتلك أتلتيكو زمام الشوط الثاني بالكامل. فوز أتلتيكو كان مستحقا ولم يكن الأمر مجرد أخطاء لريال مدريد.
هل يطلق الديربي شرارة انتقال أتلتيكو وسيميوني من بداية متعثرة إلى مسار أكثر طموحا؟
بالتأكيد. هذا الفوز يمثل خطوة مهمة جدًا لأتلتيكو مدريد من أجل الاستقرار في المراتب التي يطمح إليها، وهي المنافسة على لقب الدوري. ورغم البداية الصعبة، فإن انتصارين متتاليين على رايو فاليكانو ثم ريال مدريد يمنحان الفريق ثقة أكبر، ومعنويات عالية، واستقرارًا يساعده على الدخول بقوة في المباريات المقبلة سواء في الليجا أو دوري أبطال أوروبا.
في رأيك، لماذا تفوق سيميوني على تشابي ألونسو في الديربي؟
هذه ليست المرة الأولى التي يتفوق فيها سيميوني على تشابي ألونسو، فحتى الآن سجل عليه انتصارين وتعادل واحد، أي أن الكفة تميل بوضوح لصالحه. أعتقد أن سر تفوق سيميوني كان في شجاعته، وفي إصراره على التقدم وعدم فقدان الروح أمام ريال مدريد.
فاز في المعركة التكتيكية، وفي الجانب الاستراتيجي، وكذلك في إيقاع اللعب. استغل المساحات خلف الأظهرة، واعتمد كثيرًا على المهاجم المرجعي سورلوث الذي قدم مباراة كبيرة. في النهاية، أثبت سيميوني مرة أخرى أنه يمتلك الخبرة والقدرة الكافية ليتفوق على ألونسو.
وكيف تقيم تجربة ألونسو مع ريال مدريد حتى الآن؟
تشابي ألونسو مدرب شاب وواعد جدًا، ومستقبله يبدو مشرقًا، لكن منذ قدومه إلى ريال مدريد خاض مباراتين أمام كبار العالم، باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، وخسرهما، استقبل 5 أهداف وسجل هدفين فقط. هذا يوضح أن تدريب باير ليفركوزن مختلف تمامًا عن تدريب ريال مدريد والعمل في الدوري الإسباني عموما بمستواه ومتطلباته العالية. ورغم ذلك، يظل مستقبل ألونسو واعدا، لكن أمامه تحديات كبرى ليُثبت أنه قادر على قيادة فريق بحجم ريال مدريد.
في معركة الدوري الإسباني هل يبقى الصراع بين الريال وبرشلونة، أم سيكون أتلتيكو حاضرًا؟
المنافسة هذا الموسم لن تقتصر على ريال مدريد وبرشلونة فقط. فياريال يقترب بهدوء من المشهد، وأتمنى أن ينضم أتلتيكو مدريد كذلك بقوة. أعتقد أن الجولتين أو الثلاث المقبلة، ستكون حاسمة جدًا في تحديد ملامح المعركة. إذا حافظ أتلتيكو مدريد على هذا الأداء، سنشهد منافسة ثلاثية أو حتى رباعية بين ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد، وربما فياريال أيضًا. نحن أمام موسم جديد ومثير في الليجا.
يتردد أن برشلونة يستهدف ضم جوليان ألفاريز في الصيف المقبل. ما تعليقك؟
جوليان ألفاريز الآن يلعب في الفريق الذي أرد حمل قميصه، وهو راضٍ عن وضعه الحالي. صحيح أن كرة القدم اليوم مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن انتقاله إلى كامب نو الصيف المقبل سيعتمد على مستواه هذا الموسم، وأيضًا على مستقبل مهاجم مثل ليفاندوفسكي. ومع ذلك، أعتقد أنه من المبكر جدًا الحديث عن مستقبله. أكرر أن ألفاريز يلعب حاليًا في الفريق الذي يرغب أن يكون فيه.
أخيرًا، لمن سيذهب لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟
نحن على أعتاب موسم مثير للغاية في دوري أبطال أوروبا. هناك دائمًا المرشحون التقليديون: ريال مدريد، برشلونة، تشيلسي، باريس سان جيرمان، وبالطبع بايرن ميونخ. لكن لا يجب أن نغفل المفاجآت المعتادة، مثل إنتر ميلان، أتلتيكو مدريد، وحتى عشرة فرق أخرى قادرة على المنافسة. ولا يمكن أن ننسى ليفربول، الذي يمتلك مستوى تنافسيًا عاليًا. أعتقد أن هذه النسخة ستكون مثيرة جدًا. المرشحون التقليديون سيضطرون للقتال والمنافسة حتى النهاية، لأن المفاجآت دائمًا ما تظهر. ولم لا؟ قد يكون أتلتيكو مدريد هو مفاجأة البطولة هذا الموسم.