تلقى الفريق الأول لكرة اليد بالنادي الأهلي خسارة مريرة أمام برشلونة الإسباني بنتيجة 26-21 في نصف نهائي بطولة العالم للأندية لكرة اليد – مصر 2025، لتتبدد آماله في بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخه.
المباراة التي أقيمت مساء الثلاثاء على صالة العاصمة الإدارية الجديدة شهدت تفوقًا واضحًا للفريق الكتالوني، الذي فرض أسلوبيه الدفاعي والهجومي منذ اللحظات الأولى.
أنهى برشلونة الشوط الأول متقدمًا بنتيجة 14-8، مستفيدًا من تألق حارسه الدولي جونزاليس وفاعلية الخط الخلفي بقيادة دودهي.
أما الأهلي، بقيادة المدرب الإسباني ديفيد ديفيز، فقد حاول العودة في النصف الثاني معتمدًا على تحركات محسن رمضان، وسيف هاني، والخبرة الكبيرة لإبراهيم المصري، إلا أن الفوارق الفنية حالت دون تحقيق المفاجأة.
وفي النهاية، خرج الفريق الأحمر خاسرًا بفارق 5 أهداف أمام الفريق الأكثر تتويجًا بالبطولة.
رحلة برشلونة نحو النهائي
بهذا الفوز، ضمن برشلونة التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه، ليضرب موعدًا مع فيزبريم المجري الذي أطاح بماجديبورج الألماني بنتيجة 23-20 في نصف النهائي الآخر.
ويبحث الفريق الكتالوني عن لقبه السادس في البطولة بعد أن توج بها أعوام 2013، 2014، 2017، 2018، و2019.
الأهلي في مهمة رد الاعتبار
من جهته، سيخوض الأهلي مواجهة قوية أمام ماجديبورج الألماني على الميدالية البرونزية.
ويطمح الفريق الأحمر لتكرار إنجازه في النسخة الماضية عندما حصد المركز الثالث على حساب برشلونة، في واحدة من أبرز مفاجآت البطولة عبر تاريخها.
المواجهة أمام ماجديبورج تمثل تحديًا صعبًا، خاصة أن الفريق الألماني يملك تاريخًا مرصعًا بالألقاب وفاز بالبطولة ثلاث مرات متتالية أعوام 2021، 2022، و2023.
الأهلي سبق أن التقى ماجديبورج في نصف نهائي نسخة 2022 وخسر بنتيجة 28-24، قبل أن يعوض بفوز تاريخي على برشلونة في مباراة تحديد المركز الثالث.
هذه الذكريات تمنح اللاعبين حافزًا إضافيًا لتكرار الإنجاز والحفاظ على مكانة الفريق بين كبار أندية العالم.
مشوار الأهلي في البطولة الحالية
بدأ الأهلي مشواره بفوز كاسح على جامعة سيدني الأسترالي بنتيجة 41-14، حيث تألق عبد الرحمن طه في حراسة المرمى، بينما قاد محسن رمضان الهجوم بتسجيله 9 أهداف.
وفي الجولة الثانية، واجه الأهلي خصمًا صعبًا هو فيزبريم المجري وخسر بنتيجة 31-22، لكنه تأهل إلى نصف النهائي بفضل فارق الأهداف على حساب الزمالك والشارقة.
تاريخ الأهلي في البطولة
الأهلي يشارك في البطولة بصفته بطل السوبر الأفريقي، وهو يحمل طموحات جماهيره في كتابة فصل جديد من الإنجازات. الفريق سبق أن حصل على المركز الثاني في نسخة 2014 بعد خسارته أمام فوكسي برلين الألماني في النهائي، كما حصد المركز الثالث في نسخة 2024 بالقاهرة بعد التفوق على برشلونة. هذه النتائج جعلت الأهلي من أبرز الأندية العربية التي تركت بصمة في المونديال.
حضور جماهيري وتنظيم مصري
النسخة الحالية من البطولة تشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا من عشاق كرة اليد المصرية، حيث امتلأت مدرجات صالة العاصمة الإدارية الجديدة لتشجيع الأهلي والزمالك. التنظيم المصري نال إشادة واسعة بعدما احتضنت مصر البطولة للعام الثاني على التوالي، ومن المقرر أن تستضيفها أيضًا في نسخة 2026.
وتشارك في نسخة 2025 9 أندية: الأهلي، الزمالك، برشلونة، فيزبريم، ماجديبورج، الشارقة، جامعة سيدني، كاليفورنيا إيجلز، وتاوباتي البرازيلي.
وقد قُسمت الفرق إلى ثلاث مجموعات يتأهل منها أفضل ثمانية إلى ربع النهائي.
طموح عربي
تاريخيًا، يبقى السد القطري هو الفريق العربي الوحيد الذي حصد لقب البطولة عام 2002، بينما حققت أندية عربية عديدة المراكز الشرفية مثل الأهلي والزمالك والجيش القطري والسد اللبناني، لذلك، فإن كل إنجاز عربي جديد في البطولة يمثل إضافة لقيمة اللعبة في المنطقة.
الأهلي يدرك أن مواجهة ماجديبورج لن تكون سهلة، لكنه يملك طموحًا ورغبة في كتابة تاريخ جديد، والحفاظ على الميدالية البرونزية التي حققها العام الماضي. وإذا نجح في ذلك، فسيصبح أول نادٍ مصري يحصد الميدالية نفسها في نسختين متتاليتين.
نبوغ مصري
وتظل كرة اليد المصرية واحدة من العلامات المضيئة في الرياضة العربية والأفريقية خلال السنوات الأخيرة، فقد نجح منتخب “الفراعنة” في فرض نفسه بقوة على الساحة العالمية، سواء عبر الأداء المبهر في كأس العالم، أو من خلال الإنجازات الأولمبية. الجيل الحالي من اللاعبين، بقيادة نجوم مثل أحمد الأحمر (قبل اعتزاله الدولي) ويحيى خالد ويحيى الدرع، أظهر قدرة غير عادية على مجاراة كبار اللعبة مثل الدنمارك وفرنسا وإسبانيا.
الإنجاز الأبرز جاء في أولمبياد طوكيو 2020، حين كان المنتخب المصري على بُعد خطوة واحدة فقط من تحقيق ميدالية تاريخية، بعد أن احتل المركز الرابع.
وعلى صعيد الأندية، فرض الأهلي والزمالك نفسيهما كقوتين عربيتين وأفريقيتين في بطولة العالم للأندية “سوبر جلوب”، حيث نجحا في الوصول إلى المربع الذهبي أكثر من مرة، وأثبتا أنهما قادران على منافسة كبار اللعبة
نحو موقعة الحسم
الأنظار تتجه الآن إلى يوم الخميس المقبل، حيث سيقام النهائي بين برشلونة وفيزبريم، بجانب مباراة الأهلي وماجديبورج على برونزية البطولة. جماهير الكرة المصرية تأمل أن ينجح فريقها في العودة من جديد إلى منصات التتويج، حتى وإن كانت عبر الميدالية البرونزية، لتظل مصر حاضرة بقوة في أهم محفل عالمي لأندية كرة اليد.