ماريسكا مازحًا: تعلمنا كيف نفوز ونحن 10 لاعبين

BySayed

أكتوبر 1, 2025


رفض إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، أي اتهامات بوجود أزمة انضباطية داخل الفريق، رغم حصول “البلوز” على البطاقة الحمراء الثالثة في آخر أربع مباريات، وذلك خلال الفوز 1-0 على بنفيكا، الثلاثاء، في دوري أبطال أوروبا.

وسجّل تشيلسي انتصاره الأول على ملعب ستامفورد بريدج في البطولة الأوروبية هذا الموسم، بعدما أحرز ريتشارد ريوس هدفًا بالخطأ في مرماه عند الدقيقة 18، ليمنح الفريق الإنجليزي فوزًا ثمينًا ويقود المدرب السابق للفريق، جوزيه مورينيو، إلى الخسارة في عودته إلى لندن.

وشهدت الدقيقة 61 دخول جواو بيدرو، غير أنه لم يكمل اللقاء بعدما تلقى البطاقة الحمراء في الوقت بدل الضائع، إثر حصوله على الإنذار الثاني بسبب اللعب الخطير برفع قدمه عالياً في اتجاه لاعب بنفيكا لياندرو بارييرو.

وجاء الطرد الجديد امتدادًا لسلسلة بطاقات حمراء حصل عليها الفريق مؤخرًا، إذ طُرد روبرت سانشيز أمام مانشستر يونايتد (خسارة 2-1)، وتريفوه تشالوباه ضد برايتون (خسارة 3-1)، فيما تلقى نيكولاس جاكسون بطاقتين حمراوين في أواخر الموسم الماضي أمام نيوكاسل وفلامنجو.

وعلّق ماريسكا مازحًا، في تصريحات أبرزتها شبكة “espn”: “على الأقل تعلمنا كيف نفوز ونحن بعشرة لاعبين، هذه أول مرة. على أي حال، لم يتبق سوى دقيقتين أو ثلاث على نهاية المباراة”.

وأضاف المدرب الإيطالي: “أنا دائمًا أحب المواجهات الفردية. بالنسبة لبطاقتي جاكسون أمام نيوكاسل وفلامنجو، كانتا بسبب تصرفات غير جيدة. أما طرد سانشيز فلم يكن بسبب سوء تصرف، بل لأنه أراد حماية مرماه. الأمر نفسه بالنسبة لتشالوباه، فقد حاول الدفاع عن مرماه. أما الليلة، فالإنذار الثاني لبيدرو لم يتضمن حتى لمس اللاعب الآخر، لكنه بدا خطيرًا بسبب طبيعة الحركة. بالنسبة لي، لا توجد أي مشكلة أو قلق”.

وتابع: “أحيانًا يكون من الأفضل أن تتلقى هدفًا أو تسمح بفرصة، لأنك تلعب بعدها 11 ضد 11، ومعك 40 دقيقة إضافية. على سبيل المثال، طرد روبرت جاء بعد دقيقتين أو ثلاث فقط، وأمام برايتون كان في الدقيقة 50، وبالتالي من الأفضل التعامل بذكاء أكبر في مثل هذه المواقف”.

وسيُحرم جواو بيدرو من المشاركة في مباراة تشيلسي المقبلة بدوري الأبطال، عندما يستضيف أياكس يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول بريق تشيلسي بعد تتويجه بكأس العالم للأندية إلى عبء ثقيل يجر الفريق إلى واقع مليء بالخيبات. فالفريق الذي أنفق ما يقارب ملياري جنيه إسترليني في عهد الملكية الجديدة، يقف اليوم أمام مرآة قاسية تعكس عيوباً لم يعد بالإمكان إخفاؤها.

المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع مصير قد يعصف بمشروعه مبكراً، وهو ما يجعل بداية الموسم الحالي أقرب إلى كابوس ممتد منه إلى حلم وردي.

الهزيمة  1-3 أمام برايتون أبرزت انكشاف الدفاع. إصابة ليفي كولويل طويلة الأمد تركت ماريسكا يعتمد على ثنائي غير متجانس: تريفو تشالوباه الذي حاولت الإدارة بيعه في الصيف، وتوسين أديرابايو القادم بصفقة انتقال حر من فولهام.

ومع إصابة الأخير، اضطر المدرب لإشراك الثنائي الشاب جوش أتشيمبونج وجوريل هاتو، وكأن تشيلسي عاد إلى مرحلة “التجارب” لا المنافسة.

هذا الوضع كشف قصور الإدارة في سوق الانتقالات. فماريسكا نفسه كان قد طالب بمدافع جديد بعد إصابة كولويل، لكنه تراجع سريعاً أمام الصحافة، تاركاً علامات استفهام حول حجم النفوذ الذي يملكه بالفعل.

وفي المقابل، جاره اللندني آرسنال عزز صفوفه بمدافعين مثل هينكابي لزيادة العمق النوعي، وهو الفارق بين فريق يريد المنافسة على اللقب وفريق يبحث عن أعذار.

الحقيقة أن تشيلسي يمتلك عدداً وفيراً من المدافعين، لكن معظمهم يفتقد الخبرة أو الاستمرارية، فيما يغيب القائد القادر على قيادة الخط الخلفي تحت الضغط. وهذا ما جعل الفريق عرضة للانهيار بمجرد تعرض لاعب أو اثنين للإصابة أو الطرد.

ارتباك في الوسط

قد يكون خط الوسط هو المنطقة الأكثر تماسكاً، بوجود مويسيس كايسيدو كجدار ارتكاز، لكن حتى هذا الجدار بدأ يتصدع. اللاعب الإكوادوري نجا من الطرد أمام فريقه السابق برايتون بعد تدخل عنيف على فان هيكه، قبل أن تظهر لقطات جديدة تكشف محاولة اعتداء جسدي قد تعرّضه لعقوبة انضباطية من الاتحاد الإنجليزي.

غيابه المحتمل سيكون بمثابة ضربة جديدة، لأنه اللاعب الذي يوازن إيقاع الفريق ويمنح الحماية لدفاع مضطرب أصلاً. وحتى الحارس روبرت سانشيز، الذي بدا مطمئناً في مونديال الأندية، عاد ليثير القلق بعد خطأ قاتل وطرد ضد مانشستر يونايتد، ليعيد إلى الواجهة علامات الاستفهام حول قدرته على قيادة المرمى في المواعيد الكبرى.

هجوم عقيم

إذا كان الدفاع يعاني، فإن الهجوم لا يقل سوءاً. إصابة كول بالمر، نجم الفريق الأول وهدّافه الأبرز، شكلت كابوساً لماريسكا.

إصابة أخرى طالت ليام ديلاپ، فبقي تشيلسي بلا قوة هجومية حقيقية. الواعد إستيفاو ألهب المدرجات ببعض اللمحات، لكنه لا يزال مراهقاً يُطلب منه ما لا يُطاق: تعويض غياب نجم يقترب من مصاف الأفضل في العالم.

جواو بيدرو، الذي انطلق بقوة بداية الموسم، عاد مرهقاً بعد التوقف الدولي، فيما تعرض نيكولاس جاكسون للتهميش رغم أرقامه الجيدة لينتقل إلى بايرن ميونخ، وحتى مارك جويو، الذي أعيد من الإعارة، لم يحصل على دقيقة واحدة في الدوري.

على الجانب الأيسر، تبدو الخيارات أكثر إرباكاً: جارناتشو، جيتينز، ونيتو – لاعبون موهوبون، لكن لا أحد منهم يملك الجودة التي تُحدث الفارق.

هذا الخلل جعل تشيلسي أقرب إلى فريق يعتمد على “اللحظة الفردية” لا على منظومة هجومية واضحة. وما زاد الطين بلة هو أن الأهداف تأتي بشق الأنفس، وغالباً بعد جهد مبالغ فيه، ما يجعل أي غياب للاعب محوري كارثة كاملة.



المصدر – كوورة

By Sayed