تواصل أزمة البرازيلي رينان لودي، الظهير الأيسر السابق للهلال السعودي، تصدر المشهد الرياضي خلال الفترة الأخيرة، بعدما قرر اللاعب فسخ عقده من طرف واحد.
لودي اتجه لفسخ عقده من طرف واحد، وذلك بعدما خرج من القائمة المحلية للفريق، وهو ما دفع الهلال للتقدم بشكوى ضده لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
بين التعويض والإيقاف
تسيطر حالة من الغموض حتى هذه اللحظة حول أزمة لودي مع الهلال، حيث تضارب الأقاويل القانونية بشأن هذا الأمر.
فعلى سبيل المثال، قال الخبير القانوني يعقوب المطير في وقتٍ سابق: ” موقف الهلال قوي وسليم في أزمة لودي”، مشيرا إلى أن اللاعب سيتعرض لعقوبة الإيقاف 4 أشهر.
أما المستشار القانوني فهد القحيز، كشف عن قنبلة من العيار الثقيل، بقوله: ” إسقاط البرازيلي رينان لودي من القائمة المحلية لنادي الهلال، يمنحه سببًا مشروعًا لفسخ العقد”.
Getty Images
وتابع: “العقود دائمًا تحفظ حقوق اللاعبين، والمادة 41 من لائحة الاحتراف تنص على أنه إذا لم يشارك اللاعب في عدد معين من المباريات، يمكنه فسخ العقد لسبب رياضي مشروع، خصوصًا إذا كان اللاعب يرغب في المشاركة ولم يُتح له ذلك”.
أما الخبير القانوني أحمد الأمير، قال: ” الأندية التي تتجاهل تسجيل لاعبيها الأجانب أو تتأخر في إعادة قيدهم ضمن قائمة الفريق خلال فترة التسجيل، تعرض نفسها لعواقب قانونية ورياضية خطيرة”.
وأكمل: ” النظام يضمن للاعب في مثل هذه الحالات حقه الكامل في التعويض المالي عن الفترة المتبقية من عقده، بالإضافة إلى تعويض إضافي، قد يتفاوت بحسب الضرر، وهو ما يُحمّل النادي مسؤولية قانونية مباشرة”.
وشدد: ” مثل هذه الحالات تعد من أبرز الأخطاء الإدارية التي ترتكب أحيانًا في إدارات الأندية، وتفتح الباب أمام دعاوى قانونية يمكن أن تصل تبعاتها إلى فرض عقوبات رياضية على النادي، تشمل المنع من التسجيل أو الغرامات المالية”.
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن لودي لم يتقدم بشكوى ضد الهلال حتى هذه اللحظة على عكس النادي السعودي الذي صعد الأمر إلى الفيفا.
سيناريو إنجليزي
رغم الأزمة، كشف الصحفي التركي الموثوق إكرم كونور عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس” للتواصل الاجتماعي عن وجود رغبة من الثنائي الإنجليزي المتمثل في كريستال بالاس ووست هام في التعاقد مع لودي.
وأوضح أن “الثنائي الإنجليزي يتطلع لضم اللاعب في صفقة انتقال حر، وذلك بعد فسخ عقده مع الهلال”.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إن “الثنائي الإنجليزي يرغب في التحرك ضد اللاعب بصورة طبيعية، دون إبداء قلق من الشكوى المرفوعة للفيفا”.
وبالتالي، فإن الاهتمام الإنجليزي يزيد من حدة القلق داخل أروقة الهلال، إذ يخشى “الزعيم” أن يخرج لودي من الأزمة الحالية بمكاسب جديدة، بينما يبقى النادي عالقًا في دوامة الشكاوى والنزاعات، ما قد يضعف موقفه أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
صدمة جماهيرية
الجماهير الهلالية عبر منصات التواصل الاجتماعي أبدت استياءً كبيرًا من تطورات الأزمة، حيث اعتبر البعض أن الإدارة وقعت في خطأ إداري لا يغتفر، فيما حمّل آخرون اللاعب مسؤولية التصرف غير الاحترافي.
وبين هذا وذاك، يبقى المشهد ضبابيًا في انتظار قرار الفيفا، الذي قد يقلب الموازين ويحدد مصير واحد من أكثر الملفات تعقيدًا في الكرة السعودية مؤخرًا.
أزمة تتجاوز حدود الملعب
أهمية هذه القضية لا تقتصر فقط على الجانب القانوني أو الرياضي، بل تمتد لتؤثر على سمعة الهلال كوجهة جاذبة للاعبين العالميين.
فالنادي الذي لطالما نجح في استقطاب أسماء بارزة قد يجد نفسه في موقف حرج إذا ما خرج الحكم لصالح اللاعب، الأمر الذي قد يضعف قدرته التفاوضية مستقبلًا مع نجوم آخرين.
مستقبل مفتوح
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذه القضية، سواء بفرض عقوبات على اللاعب، أو إلزام الهلال بتعويضات مالية ضخمة، أو حتى الوصول إلى تسوية بين الطرفين برعاية الفيفا.
وبين كل هذه السيناريوهات، يبقى المؤكد أن اسم لودي لن يغيب عن العناوين خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا نجح في العودة سريعًا إلى الملاعب الأوروبية عبر بوابة الدوري الإنجليزي الممتاز.
ماذا قدم لودي مع الهلال؟
انضم لودي إلى الهلال في يناير/كانون ثان 2024، قادمًا من أولمبيك مارسيليا، مقابل 23 مليون يورو.
وشارك لودي (27 عامًا) في 56 مباراة بمختلف المسابقات، سجل 4 أهداف وقدم 11 تمريرة حاسمة.
وتوج لودي مع الهلال بـ4 ألقاب محلية متمثلة في الدوري وكأس الملك، بجانب السوبرين المحليين، فضلاً عن المشاركة التاريخية بكأس العالم للأندية.