عاد الأرجنتيني أليخاندرو جارناتشو للظهور في ليالي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بعدما اعتاد الغياب عنها في المواسم الأخيرة مع مانشستر يونايتد.
لكن انتقاله إلى تشيلسي في الصيف الماضي، منحه فرصة اللعب مجددا في البطولة الكبرى.
وشارك الجناح الأرجنتيني في فوز البلوز على بنفيكا (1-0)، أمس الثلاثاء، في ثاني جولات دوري الأبطال، حيث بدأ المباراة أساسيا وشارك في هدف الانتصار.
وجاء انتقال جارناتشو إلى تشيلسي، مقابل 40 مليون جنيه إسترليني، في أغسطس/آب الماضي، بعد خروجه من حسابات مدربه البرتغالي روبن أموريم، خاصة بعد انتقاده له بشكل واضح.
وكان جارناتشو قد اشتكى من جلوسه على مقاعد البدلاء أمام توتنهام هوتسبير، في نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي، وهو ما أثار غضب مدرب الشياطين الحمر، الذي انقلب عليه بعدها.
ماذا قال جارناتشو بعد إسقاط بنفيكا؟
تحدث جارناتشو لشبكة “تي إن تي” بعد مباراة الأمس، عن فترته الأخيرة مع مان يونايتد، قائلا: “أعتقد أنها كانت لحظة صعبة، خاصة عند التدرب منفردا، لكني لا يمكنني التحدث بسوء عن نادي السابق”.
وأضاف: “هناك لحظات صعبة دائما في الحياة. أنا سعيد جدا بوجودي هنا، واللعب في هذه المسابقة، والفوز بالـ3 نقاط”.
وأردف: “عندما تكون صغيرا، تحلم دوما باللعب في ليالي دوري الأبطال، وها نحن الآن هنا، ولهذا أشعر بسعادة بالغة”.
واختتم: “إنها 3 نقاط ثمينة، كنا بحاجة إليها بعد الخسارة في المباراة الأولى، ولهذا جميعنا سعداء”.
هتافات جماهير يونايتد
لدى عودته مع تشيلسي إلى ملعب أولد ترافورد في مستهل الموسم الحالي، لم يجد جارناتشو استقبالا مرحبا به، بل أظهر له مشجعو يونايتد عداءً واضحا.
وكان الجناح الأرجنتيني هدفا لجمهور الشياطين الحمر أثناء عمليات الإحماء، حيث سُمعت هتافات عديدة ضده، تتهمه بلهثه خلف الأموال.
وسُمع أيضا هتاف يتضمن عبارات “جارناتشو هو اسمه، لكنه ليس لديه مخ، ولن يفوز بالألقاب بعد الآن”.
وكانت تلك الهتافات شبيهة للذي تعرض لها كارلوس تيفيز عند انتقاله من مانشستر يونايتد إلى مانشستر سيتي عام 2009، مقابل 47 مليون جنيه إسترليني.
ورغم الاستقبال السيئ، حرص صاحب الـ21 عاما على تحية زملائه السابقين، وشوهد واقفا مع الإيفواري أماد ديالو، حيث كانا يتحدثان على أرض الملعب بعد المباراة.
مقصلة الميركاتو
لم يكن جارناتشو الراحل الوحيد عن مسرح الأحلام في الصيف، بل شهدت فترة الانتقالات الصيفية الماضية تخلص مدرب مانشستر يونايتد من بعض اللاعبين، أمثال جادون سانشو، أنتوني وماركوس راشفورد.
وأعير سانشو إلى أستون فيلا بعدما أمضى الموسم الماضي معارا إلى تشيلسي، كما هو حال راشفورد المنضم إلى برشلونة بذات الطريقة، فيما رحل الثنائي أنتوني وجارناتشو نهائيا، بانتقالهما إلى ريال بيتيس وتشيلسي على الترتيب.
بينما فشل الظهير الهولندي تيريل مالاسيا في إيجاد ناد له، ليبقى داخل ملعب أولد ترافورد مضطرا، رغم استبعاده من التدريبات طوال الصيف.
واستبعد أموريم صاحب الـ26 عاما من جولة يونايتد قبل انطلاق الموسم، حين اتجه الفريق إلى الولايات المتحدة.
لذلك، حاول مالاسيا الانتقال لناد آخر، حيث بحث فكرة إعارته إلى إلتشي الإسباني قبل نهاية الميركاتو الصيفي، لكن الانتقال لم يتم في النهاية.
وبعدها، سنحت فرصة لظهير الشياطين الحمر، للانتقال إلى الدوري التركي، الذي لم يغلق باب انتقالاته حتى 12 سبتمبر/أيلول الجاري، لكنه فشل أيضا في تحقيق هذه الخطوة.
وطوال تلك الفترة، تدرب مالاسيا بعيدا عن الفريق الأول، لحين حسم مستقبله، قبل أن يتحول إلى لاعب في الفريق الرديف تحت 21 سنة، لكن أموريم اضطر لإعادته هذا الأسبوع إلى المجموعة مرة أخرى.
الخلاص من الجحيم
ربما كان من مصلحة جارناتشو مغادرة ملعب أولد ترافورد مبكرا، بدلا من إهدار سنواته الأولى في مسيرته مع فريق يزداد ترنحه موسما تلو الآخر.
فالهزيمة أمام برينتفورد كشفت حجم الانهيار بوضوح، فبعد ما يقرب من عام على تولي روبن أموريم، يمتلك مانشستر يونايتد 34 نقطة فقط من 33 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، أي بمعدل 1.03 نقطة في المباراة الواحدة.
هذا المعدل يضع الفريق على مسار لا يتجاوز 39 نقطة في موسم كامل، وهو نفس رصيد بلاكبول وبرمنجهام حين هبطا في موسم 2010 / 2011، العام ذاته الذي تُوّج فيه يونايتد باللقب.
صحيح أن مستوى فرق القاع تراجع مؤخرًا، ما يقلل احتمالية هبوط الشياطين الحمر، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن الجماهير تعيش موسمًا من القلق الدائم.
وعوضًا عن الأغنية التي بشّرت بأن أموريم سيقلب موازين القوى، ابتكر مشجعو مانشستر سيتي نسخة ساخرة تقول: “الريدز سينزلون”، ورددوها خلال فوزهم 5-1 على بيرنلي.
إن لم يتحرك النادي سريعًا لتغيير المدرب، فقد تتحول هذه السخرية إلى واقع مؤلم يهدد مكانة يونايتد بين الكبار.