كابيلو يهاجم نجم إنتر لقلة احترامه لإنزاجي

BySayed

أكتوبر 1, 2025


أثار فيديريكو ديماركو، الظهير الأيسر الدولي لنادي إنتر ميلان الإيطالي، جدلًا واسعًا بتصريحات مثيرة وجه فيها انتقادات غير مباشرة لمدربه السابق سيموني إنزاجي.

فاللاعب البالغ من العمر 27 عامًا اعتبر أن كثرة استبداله في الدقيقة 60 من المباريات خلال فترة إنزاجي، أعاقت تطوره ومنعته من الارتقاء بمستواه الفني.

هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ سرعان ما لاقت ردود فعل قوية في الوسط الكروي الإيطالي، أبرزها من المدرب الأسطوري فابيو كابيلو، المدير الفني السابق لريال مدريد ويوفنتوس ومنتخب إنجلترا، الذي وصف كلمات ديماركو بأنها “قلة احترام” للمدرب وللزملاء على حد سواء.

جاءت تصريحات ديماركو خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الاثنين الماضي قبل مباراة فريقه إنتر أمام سلافيا براج في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. 

وقال اللاعب الإيطالي: “لا يمكن التطور إلا بالمشاركة في المباريات كاملة. الخروج في الدقيقة 60 كان صعبًا جدًا على مسيرتي. هذا الموسم ألعب أكثر، وهذا يظهر في مستواي.”

ورغم أن ديماركو كان من الركائز الأساسية لإنزاجي في إنتر، إلا أن الأخير كان يُخرج لاعبه الأيسر بعد مرور ساعة من المباريات في كثير من الأحيان، وهو ما لم يَرُق لديماركو الذي شعر أن ذلك قيد تطوره الشخصي.

كابيلو: احترام المدرب واجب

فابيو كابيلو لم يُخفِ امتعاضه من هذه الكلمات، إذ اعتبرها خالية من المهنية ومنتقدًا أسلوب اللاعب. 

وقال في تصريحات لشبكة “سكاي سبورت إيطاليا”: “ما قاله ديماركو غير مقبول على الإطلاق. إنه تقليل من احترام المدرب الذي كان يضع دائمًا أفضل تشكيلة للفوز، وكذلك تقليل من احترام زميله الذي يحل بديلًا له. لاعب كرة القدم لا يحق له أن يتحدث بهذا الشكل، إنه أمر سيئ للغاية”.

تصريحات كابيلو وجدت صدى واسعًا في الصحافة الإيطالية التي اعتبرت أن ديماركو “خان ذاكرته” وتجاهل حقيقة أن إنزاجي منحه أكبر قدر من المشاركة في مسيرته، أكثر من أي مدرب آخر.

أرقام تؤكد مكانة ديماركو تحت قيادة إنزاجي

للتوضيح، لعب ديماركو تحت قيادة إنزاجي ما مجموعه 178 مباراة، وهو رقم غير مسبوق بالنسبة له مع أي مدرب آخر. وخلال تلك الفترة، خاض أكثر من 10 آلاف دقيقة، وساهم بـ 52 هدفًا (18 هدفًا و34 تمريرة حاسمة).

وبالمقارنة، لم يصل ديماركو مع أي مدرب آخر إلى نصف هذا الرقم؛ إذ لعب 50 مباراة فقط مع إيفان يوريتش، و35 مباراة مع ستيفانو فيتشي. هذه الأرقام وحدها كافية لتُظهر أن إنزاجي كان الداعم الأكبر لمسيرة اللاعب، وأن الحديث عن “إعاقة التطور” أمر مبالغ فيه.

من جهة أخرى، لا يمكن إنكار بصمة سيموني إنزاجي في تاريخ إنتر ميلان. فقد تولى المهمة في صيف 2021 خلفًا لأنطونيو كونتي، وتمكن سريعًا من إعادة الفريق إلى منصات التتويج، ففي موسمه الأول، توّج بكأس السوبر الإيطالي وكأس إيطاليا بعد مباراتين ماراثونيتين أمام يوفنتوس، وأنهى الدوري في المركز الثاني كأقوى هجوم بتسجيل 84 هدفًا، وفي دوري الأبطال، أحرج ليفربول على ملعب “أنفيلد” قبل أن يودع البطولة بصعوبة.

وفي الموسم الثاني، قاد إنتر لنهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ 13 عامًا، حيث أقصى ميلان في نصف النهائي، قبل أن يخسر بشرف أمام مانشستر سيتي، كما كرر إنجازاته المحلية بالفوز مجددًا بالسوبر والكأس.

أما موسم 2023-2024 فشهد تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة في مسيرته التدريبية، بعد التفوق على ميلان في “ديربي الغضب”.

نهاية حزينة وبداية جديدة

رغم النجاحات الكبيرة، انتهت علاقة إنزاجي بإنتر بطريقة درامية. ففي الموسم الأخير، خسر لقب الدوري لصالح نابولي في الجولة الختامية، وودع كأس إيطاليا من نصف النهائي، ثم تلقى هزيمة قاسية في نهائي دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان بخماسية نظيفة.

هذه النتائج دفعت الطرفين للاتفاق على إنهاء العلاقة بالتراضي، خاصة مع وصول عرض مغرٍ من نادي الهلال السعودي الذي أصر على التعاقد معه لقيادة مشروعه الطموح.

بين النقد والاعتراف بالفضل

من هنا، يرى متابعون أن تصريحات ديماركو افتقدت للكياسة، خاصة وأن إنزاجي لم يكن مجرد مدرب عادي بالنسبة له، بل الرجل الذي منحه فرصة المشاركة الأساسية وصقل موهبته ليصبح أحد أبرز أظهرة أوروبا حاليًا.

فانتقاد طريقة التبديل قد يكون مشروعًا من ناحية مهنية، لكن طريقة التعبير عنه أمام الإعلام فتحت الباب أمام اتهامات بـ”قلة الاحترام”، كما قال كابيلو. فالتقدير للمدرب والزملاء يبقى من أسس الاحتراف، خصوصًا في نادٍ بحجم إنتر ميلان.

واليوم، يعيش ديماركو موسمًا جديدًا مع إنتر، حيث شارك في سبع مباريات حتى الآن سجل خلالها هدفًا وصنع هدفين، وربما يسعى لإثبات أنه قادر على تقديم الإضافة إذا حصل على وقت لعب أكبر.

لكن ما لا يختلف عليه أحد، أن الحديث عن مسيرة إنتر مع إنزاجي لا يمكن أن يُختصر في “التبديل في الدقيقة 60″، فالرجل الذي قاد الفريق لثلاثية محلية ونهائي أوروبي، يستحق من لاعبيه الاعتراف بفضله، لا انتقاده على الملأ.



المصدر – كوورة

By Sayed