نسخة مبتكرة.. أليجري يغير جلده ويعيد إحياء ميلان

BySayed

أكتوبر 1, 2025


الروسونيري تحسن كثيرًا مع المدرب المخضرم مطلع هذا الموسم

رغم البداية غير المتوقعة لميلان في الدوري الإيطالي هذا الموسم، بالخسارة المفاجئة على أرضه وبين جماهيره أمام كريمونيزي، إلا أن الروسونيري أعاد إحياء ذاته سريعًا وقدم نسخة مميزة في البدايات. 

في موسم 2025-2026 خاض الفريق 7 مباريات رسمية، حتى الآن، استطاع خلالها تحقيق 6 انتصارات مقابل هزيمة واحدة، وسجل 15 هدفًا وتلقى 3 فقط. وبالمقارنة مع الموسم الماضي، نجد أن ميلان خلال هذه الفترة كان قد حقق الفوز في ثلاث مباريات، وتعادل في اثنتين وخسر مثلهما، وسجل حينها 15 هدفًا أيضًا، لكنه تلقى 10.

وبالنسبة للمتابعة السطحية لذات الفترتين من آخر عامين، فإن التغيير من نسخة الموسم الماضي إلى نسخة الحالي أمر واضح للجميع، فقبل عام تقريبًا كان باولو فونسيكا المدير الفني السابق لميلان يكافح من أجل خوض مغامرة، لم تُحسم إلا بعد عدة أشهر، بينما اليوم يمسك ماسيمليانو أليجري المدير الفني الحالي للفريق بزمام الأمور تمامًا، ويقدم أشياء ملموسة على أرض الملعب.

هواء جديد

التحول الذي حققه أليجري في غضون عدة أسابيع فقط، مدفوعًا برغبة في الانتقام الشخصي، هو نتيجة لخطوات بسيطة نجحت في إعادة هيكلة فريق خرج من فترة انتقالات، شهدت التضحية بعديد من اللاعبين، ومرحلة انتقالية واضحة. فبعيدًا عن النتائج والأرقام، يبدو الفريق وكأنه أعاد اكتشاف نفسه، وأحيا الانسجام والأجواء داخل غرفة الملابس، وهو الأمر الذي لم نشهده منذ أفضل سنوات عهد ستيفانو بيولي، المدرب الذي قاد ميلان للفوز بلقب الاسكوديتو عام 2022.

وساهم التعاقد مع الأسطورة الكرواتي لوكا مودريتش، الذي انضم للفريق في فترة الانتقالات الصيفية بصفقة حرة، بعد رحيله عن ريال مدريد بنهاية عقده، وكذلك ضم الفرنسي المخضرم أدريان رابيو متوسط ميدان مارسيليا الفرنسي ويوفنتوس السابق، في الأجواء المثالية بغرفة الملابس وعلى أرض الملعب، حيث يتمتع الثنائي، وتحديدًا مودريتش، بحضور وكاريزما وشخصية قائد داخل المستطيل الأخضر.

وبعيدًا عن الحضور الشخصي، يمتلك الثنائي إمكانات فنية قد تساعد الفريق على الظهور المميز في الدوري الإيطالي، هذا الموسم. 

ونجح أليجري في إعادة الوحدة والانضباط إلى بيئة ميلان، التي سادت فيها الفوضى والاضطرابات في كثير من الأحيان، على مدار السنوات الأخيرة، خصوصا خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، بين اللاعبين مثل رافائيل لياو وثيو هيرنانديز من جهة، ومديرهم الفني السابق سيرجيو كونسيساو من جهة أخرى.

المجموعة قبل كل شيء

الهواء الجديد المتمثل في الصفقات المبرمة كان حاسمًا في كيفية إدارة العنصر النفسي، وبالنظر للجوانب التكتيكية أيضًا، بدا واضحًا أن ميلان دخل الموسم الجديد بشغف مختلف، يعتمد مع أليجري على التوازن ومفاهيم لعب بعيدة تمامًا عن تلك التي اتبعها فونسيكا. 

غيّر أليجري طريقة لعب الفريق، فانتقل من الاعتماد على 4-2-3-1 إلى طريقته المعهودة 3-5-2، واختار اللعب بخط خلفي أعمق مع الموازنة بين الهجوم والدفاع، من خلال دفاع المجموعة كلها والهجوم كوحدة واحدة.

وتدل تصريحات فيكايو توموري، مدافع ميلان، بعد الفوز على نابولي، على تغير نهج الفريق مع أليجري، حيث قال: “طلب منا المدرب الدفاع كفريق واحد، ليس فقط المدافعين أو قلب الدفاع بل الجميع معًا. في مباراة كريمونيزي كنا غير منظمين، وعملنا بجد بعدها.. اتبعنا أسلوب وتوجيهات المدرب في السعي إلى اللعب المتماسك، وعدم ترك أي ثغرات، وعدم التجول في الملعب”.

إعادة تأهيل الدفاع

مدافعو ميلان كانوا من أبرز المستفيدين هذا الموسم، وعلى رأسهم ماتيو جابيا وستراهينيا بافلوفيتش، اللذان استفادا من مرحلة عدم الاستحواذ، حيث أصبح بإمكانهما حماية مرماهما بمساحات أقل خلفهما، ولم يعد الفريق يفقد الكرة كثيرًا. ويعود الفضل في ذلك إلى خط الوسط المتميز الذي امتلكه ميلان، إذ يتميز بقدرة عالية على التحكم بالكرة، بفضل إمكانات مودريتش، إلى جانب مهارات رابيو، مما أتاح لفوفانا ولوفتوس تشيك الحرية للتعبير عن نفسيهما في الشق الأمامي.

صفقات نوعية مهمة

في الصيف، كان تدعيم خط الوسط أولوية قصوى بالنسبة لإدارة ميلان، لذلك ركز النادي بشدة على هذا الجانب، وهو ما جعله يتعاقد مع مودريتش، ورابيو، وصامويل ريتشي، وأردون جاشاري. رباعي يمتلك جودة فنية عالية وصفات مختلفة، تجعل الفريق الرابح الأكبر من تنوع خيارات خط الوسط.

أليجري جديد

في السنوات الماضية، كان انتقاد أليجري أمرًا متكررًا، بسبب اعتماده على أسلوب دفاعي بحت، إذ كان دائمًا، رغم امتلاكه أدوات فنية مميزة، يميل إلى الخروج بنتيجة 1-0، وهو ما تكرر كثيرًا مع يوفنتوس. ورغم الأحكام التي أحاطت بمسيرته، إلا أن نسخة ميلان هذا الموسم تبدو مختلفة، إذ ينظر الفريق إلى نصف ملعب الخصم برغبة كبيرة في إلحاق الضرر في كل لحظة، مع عدم التخلي عن السيطرة على المباراة متى سمحت الظروف. 

كان هذا هو الحال ضد منافسين متوسطي المستوى، مثل بولونيا وأودينيزي، واستمر الأمر نفسه لمدة ساعة ضد نابولي بقيادة أنطونيو كونتي، قبل أن يتغير الوضع بعد طرد بيرفيس إستوبينان ولعب ميلان بعشرة لاعبين، في تأكيد على أننا قد نشاهد نسخة جديدة ومختلفة من أليجري هذا الموسم.



المصدر – كوورة

By Sayed