نجم في الميزان: يامال يلمع فرديًا.. ويخسر معركة الفاعلية ضد سان جيرمان

BySayed

أكتوبر 1, 2025


يامال يثبت أنه لا زال بحاجة لتطوير لمسته الأخيرة

في واحدة من أكثر المباريات إثارة بدوري أبطال أوروبا، هذا الموسم، جذب لامين يامال الأنظار مجددًا، رغم خسارة فريقه برشلونة أمام ضيفه باريس سان جيرمان (2-1)، اليوم الأربعاء.

اللاعب الشاب، البالغ من العمر 18 عامًا فقط، قدم عرضًا متنوعًا جمع بين اللمسات الفنية الرائعة، والقدرة على تشكيل الخطورة، لكنه في الوقت ذاته كشف عن بعض الجوانب التي ما زال بحاجة إلى تطويرها. 

أرقامه خلال المباراة ترسم صورة واضحة عن أدائه، وتمنحنا فرصة لتحليل مدى تأثيره في مجريات اللقاء.

المشاركة الكاملة والالتزام التكتيكي

خاض يامال كامل الدقائق التسعين، وهو مؤشر على الثقة الكبيرة التي يمنحها له المدرب هانز فليك، خاصة في مباراة من العيار الثقيل أمام منافس مثل باريس. 

ومثل يامال محطة مهمة في الهجوم الكتالوني، إذ لمس الكرة 69 مرة، ما يعكس دوره كمفتاح أساسي في بناء الهجمات من الجبهة اليمنى.

صناعة الفرص وتهديد المرمى

رغم أنه لم يسجل أي هدف، إلا أن يامال نجح في خلق خطورة حقيقية. فإحصائية “الأهداف المتوقعة” (xG) بلغت 0.14 فقط، ما يعني أن فرصه المباشرة للتسجيل لم تكن عالية الجودة، لكنه بالمقابل قدم قيمة كبيرة على مستوى الصناعة. 

فقد سجل 0.28 في مؤشر “التمريرات الحاسمة المتوقعة” (xA)، ونجح في صناعة فرصة محققة للتسجيل بجانب تمريرتين مفتاحيتين. تمريراته العرضية كانت قليلة (2) لكن إحداها وصلت بدقة، كما أرسل سبع كرات طولية، ثلاث منها وجدت زملاءه، ما يعكس قدرته على التنويع في الحلول الهجومية.

المحاولات الفردية والمراوغات

المميز في أداء يامال هو جرأته الفردية، حيث قام بخمس محاولات مراوغة، أربع منها ناجحة بنسبة نجاح 80%، وهو رقم مرتفع للغاية في مواجهة مدافعين متمرسين مثل نونو مينديز وحكيمي.

 هذه القدرة على كسب المساحات في مواقف لاعب ضد لاعب، منحت برشلونة متنفسًا مهمًا في ظل الضغط الباريسي. يامال لم يكتف بالمراوغات فقط، بل دخل في 12 مواجهة أرضية، فاز بـ8 منها، وهو ما يبرهن على شجاعته البدنية إلى جانب مهارته الفنية.

المحصلة أمام المرمى

رغم حضوره القوي في بناء اللعب، فإن أرقامه الهجومية أمام المرمى كشفت عن جانب سلبي، حيث لم يسدد أي كرة بين الخشبات الثلاث، بينما أطلق ثلاث تسديدات خارج المرمى، وواحدة تم اعتراضها. 

غياب الدقة في اللمسة الأخيرة كان نقطة ضعف واضحة، وربما السبب الرئيسي في أن جهوده لم تُترجم إلى هدف يغير مجرى المباراة. هذه النقطة بالتحديد ستكون محورية في تطوره خلال السنوات المقبلة، إذ يحتاج إلى تحسين فعاليته أمام المرمى ليصبح أكثر حسمًا.

المساهمة الدفاعية والانضباط

على الرغم من طابعه الهجومي، إلا أن يامال لم يتجاهل الواجب الدفاعي، حيث سجل تدخلًا ناجحًا واحدًا، واعترض كرة، ونجح في إبعاد أخرى عن منطقة الخطر. والأهم أنه لم يتم تجاوزه في أي مراوغة من لاعبي باريس، ما يعكس التزامه وانتباهه في الجانب الدفاعي. 

هذا الجانب التكتيكي يكتسب أهمية مضاعفة في مباريات دوري الأبطال، حيث يكون التوازن بين الدفاع والهجوم مفتاحًا أساسيًا.

الجانب البدني والنفسي

الإحصائيات أظهرت أن يامال خسر الكرة 20 مرة، وهو رقم مرتفع نسبيًا. لكن عند النظر إلى طبيعة مركزه وطبيعة المباراة، يتضح أن جزءًا كبيرًا من هذه الخسائر مرتبط بجرأته في محاولة كسر خطوط الدفاع بلمساته ومراوغاته. كذلك تعرض لثلاث مخالفات، وهو دليل على أنه كان مصدر إزعاج مستمر لمدافعي باريس، بينما ارتكب خطأً وحيدًا، ما يعكس انضباطه النسبي.

التقييم العام للأداء

يمكن القول إن أداء لامين يامال حمل بصمتين متناقضتين: الأولى إيجابية تتمثل في إبداعه بالمراوغة وصناعة الفرص، وحضوره الذهني في المواجهات الفردية، والثانية سلبية ترتبط بعدم فعاليته في التسديد، وكثرة فقدانه الكرة. 

لكنه في النهاية لاعب يبلغ 18 عامًا، وأرقامه في مواجهة فريق بحجم باريس سان جيرمان تبقى مثيرة للإعجاب. وإذا كان برشلونة قد خسر النتيجة أمام باريس، فإن يامال خرج برصيد إضافي من الخبرة والنضج. 

فالأرقام تكشف أنه أحد أبرز مصادر الخطورة في فريقه، رغم صغر سنه، وأنه قادر على صناعة الفارق بمجرد أن يطور دقته في اللمسة الأخيرة، ويقلل من فقدانه الكرة. المستقبل يبدو واعدًا لهذا الشاب، وقد تكون مثل هذه المباريات محطة لتسريع نضجه، وتحويله إلى نجم حاسم في المناسبات الكبرى.

وخاض يامال حتى الآن 4 مباريات في الدوري الإسباني، هذا الموسم، لعب خلالها 302 دقيقة، وسجل هدفين وقدّم 3 تمريرات حاسمة.

وتأتي أرقامه المميزة امتدادًا لما قدمه في الموسم الماضي، حين شارك في 53 مباراة بجميع المسابقات، ولعب 4368 دقيقة، ليسجل 18 هدفًا ويصنع 13، مؤكدا مكانته كأحد أهم المواهب الصاعدة في العالم.



المصدر – كوورة

By Sayed