في مباراة مثيرة حبست الأنفاس حتى الدقائق الأخيرة، خطف فياريال الإسباني تعادلاً قاتلاً من ضيفه يوفنتوس الإيطالي بنتيجة (2-2)، في المواجهة التي أقيمت على ملعب “لا سيراميكا” مساء الأربعاء، لحساب الجولة الثانية من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا.
ورغم أن يوفنتوس كان قريبًا من العودة إلى الديار محملاً بانتصار ثمين بفضل الانتفاضة القوية التي قادها مدافعه فيديريكو جاتي والجناح البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو، إلا أن رأسية ريناتو فيجا في الدقيقة الأخيرة حسمت اللقاء وأهدت “الغواصات الصفراء” أول نقطة لهم في النسخة الحالية من البطولة.
بهذا التعادل، رفع يوفنتوس رصيده إلى نقطتين من مباراتين بعد تعادله في الجولة الأولى مع بوروسيا دورتموند، ليحتل المركز الـ23 في الترتيب العام للمجموعات، فيما خطف فياريال نقطته الأولى بعدما خسر أمام توتنهام هوتسبير في المباراة الافتتاحية، ليتقدم إلى المركز الـ26.
بداية صفراء وضغط متواصل
بدأت المباراة بإيقاع سريع، حيث حاول يوفنتوس فرض أسلوبه الهجومي مبكرًا، لكن فياريال بدا أكثر خطورة من خلال التحركات النشيطة للجناح الإيفواري بيبي، الذي شكل إزعاجًا مستمرًا لدفاع “البيانكونيري”.
أول تهديد حقيقي جاء في الدقيقة العاشرة بعدما احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة لأصحاب الأرض إثر خطأ من خوان كابال مدافع يوفنتوس على حدود منطقة الجزاء. نفذها باريخو بتسديدة أرضية زاحفة ارتطمت بقدم أحد المدافعين ومرت بجوار القائم إلى ركلة ركنية.
بيبي واصل مسلسل الإزعاج، فسقط داخل المنطقة بعد تدخل من كابال مطالبًا بركلة جزاء، لكن الحكم رفض الإشارة إلى أي خطأ وسط اعتراضات قوية من لاعبي الغواصات.
في الدقائق التالية، انطلق بيبي مجددًا من الجهة اليمنى متجاوزًا أكثر من لاعب بمهارة فردية رائعة، قبل أن يسدد كرة قوية اصطدمت بالمدافع جاتي وارتدت ليعيد تسديدها بجوار القائم.
وأُجبر ماسيمو تودور، مدرب يوفنتوس، على إجراء تبديل مبكر في الدقيقة 16 بعد إصابة كابال في العضلة الخلفية، ليدخل جواو ماريو بدلاً منه.
Getty Images
ميكاوتادزي يضرب والعارضة تحرم فياريال
لم ينتظر فياريال طويلًا ليستثمر تفوقه الهجومي، ففي الدقيقة 18 أرسل باريخو تمريرة متقنة في عمق دفاع يوفنتوس وصلت إلى ميكاوتادزي، الذي تبادل الكرة مع زميله بيبي، قبل أن يسدد المهاجم الجورجي كرة أرضية قوية على يمين الحارس بيرين، معلنًا تقدم أصحاب الأرض.
وكاد الظهير بيدرازا أن يضاعف الغلة سريعًا، بعدما توغل من الجهة اليسرى وأطلق قذيفة تصدى لها بيرين بيده لتصطدم بالقائم وتحرمه من تسجيل الهدف الثاني.
رد يوفنتوس.. وماكيني يحاول
بعد التأخر، بدأ يوفنتوس في استعادة أنفاسه. وستون ماكيني كان الأكثر نشاطًا في خط الوسط، حيث أطلق تسديدة قوية تصدى لها الحارس تيناس ببراعة في الدقيقة 23، ثم عاد اللاعب نفسه ليجرب حظه بتسديدة أخرى مرت فوق العارضة.
البديل جواو ماريو أرسل عرضية مميزة داخل المنطقة باتجاه كينان يلدز، لكن تسديدة المهاجم التركي تحولت إلى ركنية. ومن الركنية نفسها، تهيأت الكرة أمام كيلي وماكيني، قبل أن يبعدها باريخو من أمام المرمى.
فياريال لم يتراجع رغم تقدم النتيجة، بل حاول عبر المرتدات السريعة بقيادة بيبي الذي مرر كرة رائعة إلى جاي، ومنه إلى بوكانان الذي سدد في المرمى لكن بيرين تصدى ببراعة ليحافظ على آمال فريقه.
Getty Images
كونسيساو يغير وجه المباراة
مع بداية الشوط الثاني، أجرى تودور تغييرًا حاسمًا بإخراج كوبمينرز والدفع بالبرتغالي الشاب فرانسيسكو كونسيساو، الذي أحدث ثورة هجومية في أداء يوفنتوس.
لم تمر دقيقتان على دخوله حتى انطلق بسرعة من الجهة اليمنى، واخترق دفاع فياريال قبل أن يمرر كرة مثالية لديفيد على القائم البعيد، لكن الأخير أضاعها بغرابة رغم خلو المرمى.
وبعدها بخمس دقائق فقط، جاء الرد عبر المدافع فيديريكو جاتي، الذي تقمص دور المهاجم وسجل واحدًا من أجمل أهداف الجولة، حين استقبل رمية تماس طويلة بضربة مقصية مذهلة في شباك فياريال في الدقيقة 49، ليعيد فريقه إلى أجواء اللقاء.
التألق البرتغالي استمر، إذ استغل كونسيساو خطأ قاتلًا من باريخو في تمرير الكرة بالدقيقة 56، فخطفها وانطلق مراوغًا المدافع بمهارة، ثم سدد كرة قوية في شباك الحارس تيناس ليضع يوفنتوس في المقدمة (2-1).
ضغط إيطالي وفرص ضائعة
بعد الهدف الثاني، ارتفعت معنويات لاعبي يوفنتوس الذين كادوا ينهوا اللقاء مبكرًا. ففي الدقيقة 60 مرر كونسيساو عرضية متقنة قابلها كيلي برأسية مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 72، حصل المهاجم الكندي على فرصة ذهبية لحسم الأمور بعدما توغل داخل المنطقة وسدد كرة قوية اصطدمت بالعارضة، لترتد إلى كونسيساو الذي أعادها لكن الدفاع أبعدها إلى ركنية.
الجماهير الصفراء ظلت تترقب عودة فريقها، وفي الدقيقة 86 طالبت بركلة جزاء بعد لمسة يد على جواو ماريو، إلا أن الحكم اعتبر أن الوضعية طبيعية ورفض احتساب أي شيء.
فيجا يلدغ في الوقت القاتل
وبينما كانت المباراة تسير نحو فوز ثمين ليوفنتوس خارج الديار، جاءت الضربة القاضية من ريناتو فيجا في الدقيقة 90. من ركلة ركنية نفذها فياريال بإتقان، ارتقى فيجا أعلى من الجميع ليسدد كرة رأسية قوية في الشباك، معلنًا التعادل القاتل ضد فريقه السابق.
فرحة عارمة اجتاحت مدرجات “لا سيراميكا” حيث أثبتت الغواصات أن روحها القتالية لا تموت بتسجيل التعادل في اللحظات الأخيرة، فيما بدا لاعبو يوفنتوس محبطين بعد ضياع فوز كان في المتناول.