270 دقيقة تفصل جيسوس عن استعادة إنجاز قديم مع النصر

BySayed

أكتوبر 2, 2025


 يواصل البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للنصر السعودي، تعزيز بدايته المثالية مع الفريق، وذلك بعد الفوز 2-0 على الزوراء العراقي في بطولة دوري أبطال آسيا 2.

وواصل النصر رحلته الناجحة بانتصار تلو الآخر، ليعزز قائمة شبه مثالية له هذا الموسم تحت قيادة المدرب المخضرم.

وحقق “نصر جيسوس” للفوز السابع تواليا، وبات بحاجة لـ 3 انتصارات أخرى من أجل مواصلة الرحلة الناجحة والهيمنة الكاملة للفريق.

ويلعب النصر ضد كل من الفتح يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول بالدوري، ثم 22 من نفس الشهر أمام جوا الهندي في دوري أبطال آسيا 2، ويليه لقاء أمام الحزم يوم 25 من ذات الشهر بالدوري.

وأمام النصر فرصة سانحة بكل تأكيد للوصول إلى 10 انتصارات على التوالي، الرغم الذي حققه أكثر من مرة مع الهلال فريقه السابق، آخرها في الفترة من مايو/أيار إلى سبتمبر/أيلول 2024، وأيضا حدث ذلك في ولايته الأولى مع الزعيم ولكن في بداية المشوار، عندما استهل رحلته بـ 10 انتصارات متتالية، قبل أن تتوقف السلسلة بالتعادل مع الفيصلي بذلك الوقت.

ويملك جيسوس من الأدوات ما يلزم لتحقيق الأرقام المثالية، لكنه يتفوق على تجربته مع الهلال، من خلال دفاع صلب للنصر لم يستقبل خلال مبارياته التسعة الاولى في كل البطولات سوى 4 أهداف فقط، أي بمعدل أقل من نصف هدف في المباراة.

هذا المعدل لم يحدث مع جيسوس في بداية تجاربه السابقة، حيث استقبلت فرقه على الأقل 6 إلى 7 أهداف في أول 10 مباريات، ما يعني أن العجوز البرتغالي يتفوق على نفسه هذه المرة.

وأظهر جيسوس هوية فنية واضحة للنصر في أول المباريات بالموسم، لم يتأثر خلالها الفريق بغياب نجم أو أكثر، فمع إراحة كريستيانو رونالدو في المباريات الآسيوية، تبقى القدرة على صنع الفارق من باقي النجوم حاضرة.

وبجانب ذلك فإن المرونة التكتيكية للمدرب في استخدام الأدوات المتاحة لديه تزيد من تفوقه بشكل واضح.

يستخدم جيسوس غالباً طريقة 4-2-3-1 أو 4-4-2 بحسب التحليل والإحصائيات الحديثة.

يعتمد المدير الفني على الضغط العالي لاسترجاع الكرة بسرعة والتحول من الدفاع إلى الهجوم بكثافة. هذا الأسلوب يتطلب لياقة بدنية عالية وتركيز من اللاعبين.

في الهجوم، يستفيد من الأجنحة بشكل كبير، سواء عبر العرضيات أو الاختراق، أو الأجنحة التي تجاري خطوط المدافعين المنافسين وتتجه إلى العمق أو إلى المناطق بين الخطوط، أيضاً، جيسوس يُحب وجود مهاجم هدّاف أو هدف مركزي يمكنه استغلال الكرات العرضية أو اللعب أمام المرمى، مما يُقوّي خط الهجوم.

نتائج النصر في مطلع الموسم تحت جيسوس جيدة جداً، بنسبة انتصارات مرتفعة، وأداء هجومي قوي.

كذلك إدارة ضغط المباريات تُعتبر من أولوياته، حيث أشارت تقارير صحفية أن رونالدو سيُشارك في نحو 75٪ من المباريات فقط لتجنب الإجهاد.

مع ذلك، ظهرت بعض المواقف التي يُختبر فيها قدرة الفريق على الحفاظ على النتيجة عندما يكون في المقدمة، أو التعامل مع فرق تُغلق اللعب أمامهم، مما يُظهر أن الاستمرارية الدفاعية والتحولات السلبية تنطوي على مجال للتحسين. أي أن الفريق لا ينهِ المباريات دائماً بنفس القوة، هذا أمر مشترك في الفرق التي تلعب بأسلوب هجومي ضاغط.

نقاط القوة

الخبرة الكبيرة لجيسوس، خصوصاً في الدوري السعودي والمنافسات الكبرى، تُمكّنه من إدارة الخبراء والنجوم.

جودة اللاعبين: وجود أسماء مثل كريستيانو رونالدو، وأجنحة قوية، يسمح بتفعيل فلسفة الهجوم والضغط.

تنظيم دفاعي مقارنة بالمواسم السابقة: رغم اعتماده على الهجوم، الفريق لا يُظهر تذبذباً كبيراً في الأهداف المُستقبلة حتى الآن، ما يعني أن التوازن بين الدفاع والهجوم موجود إلى حد كبير.

تحديات خاصة

ورغم كل هذا التفوق فإن ثمة تحديات تنتظر المدرب البرتغالي بعيدا عن لغة الأرقام، وتتمثل في التعامل مع الإجهاد والإصابات خصوصاً مع كثرة البطولات والمنافسات المحلية والقارية.

أيضا المحافظة على التركيز حتى صافرة النهاية، وعدم منح الفرص للخصوم في الدقائق الأخيرة، وهو ما فعله ضد الاتحاد في المواجهة الكبرى الأبرز في الدوري حتى الآن، بينما فشل في ذلك ضد الأهلي في نهائي السوبر السعودي

أيضا التكتيكات المضادة تأتي من بين التحديات فالفرق المنافسة بدأت تفهم أسلوب الضغط والتحولات السريعة، وبالتالي تحتاج خطة بديلة إذا لم يُطبق الفريق ما يُريده.

كذلك الانسجام بين اللاعبين الكبار، إذ أن وجود أسماء كبيرة لا يكفي بحد ذاته، فلا بد من حسن التوظيف التكتيكي وتوزيع الأدوار، بحيث لا تتداخل مهامهم أو تُحدث ثغرات، وهو ما كان يحدث مع المدرب السابق ستيفانو بيولي

جيسوس أعاد للنصر طابع الفريق الطامح الذي يريد السيطرة وفرض أسلوب هجومي متوازن، مع التزام دفاعي مقبول، وقد بدأت ملامح النجاح بالظهور. إذا نجح في معالجة التحديات خصوصاً استغلال الفرص، والضغط المتقدم، وتنويع الخطط أمام الفرق التي تُغلق المساحات فمن المتوقع أن يكون النصر منافس قوي على الألقاب هذا الموسم.



المصدر – كوورة

By Sayed