تواصل إدارة نادي الاتحاد السعودي رحلة البحث عن مدير فني جديد خلفا للمدرب السابق الفرنسي لوران بلان، والذي تمت إقالته من منصبه في أعقاب الخسارة 2-0 أمام النصر في الكلاسيكو بدوري روشن للمحترفين.
ويقود الفريق بصفة مؤقتة المدرب المحلي حسن خليفة، والذي تولى الإشراف الفني على الاتحاد في مباراته ضد شباب الأهلي الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة مؤخرا.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أن مصادر داخل النادي أكدت أنه سيتم حسم ملف المدير الفني الجديد خلال فترة التوقف الدولي والتي تستمر حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وبناء على ذلك فإنه من المرجح أن يكون المدرب الجديد خاضرا قبل مباراة الفريق ضد الفيحاء في الجولة الخامسة من دوري روشن على ملعب الأخير والتي تقام يوم 17 من الشهر الجاري.
ويرغب الاتحاد في وجود المدرب الجديد بأسرع صورة ممكنة خاصة أن العميد تنتظره تحديات هامة وصعبة خلال الشهر الحالي، من بينها مواجهة قوية ضد الهلال السعودي في كلاسيكو على مستوى الدوري، وتعقبها مباراة كلاسيكو جديدة ضد النصر في دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وهي قمة ثأرية بالنسبة للنمور بعد الهزيمة مؤخرا من العالمي.
إنقاذ الموسم
ويعيش اتحاد جدة موسماً صعباً، فبعد التتويج التاريخي بالثنائية المحلية في الموسم الماضي، كان الجميع يتوقع استمرار الفريق على نفس النسق، غير أن الأداء هذا الموسم شهد تراجعاً واضحاً سواء على صعيد النتائج أو جودة اللعب.
خسارة مبكرة أمام النصر أظهرت هشاشة الخط الخلفي، فيما تسببت الإصابات المتكررة في إضعاف التشكيل الأساسي، لاسيما بعد غياب بعض العناصر البارزة في الدفاع.
هذا التراجع انعكس على ثقة الإدارة والجماهير، ليكون القرار الحاسم بإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان، في وقت يتطلب الفريق فيه قيادة فنية قادرة على إعادة الانضباط وتحقيق التوازن بين النجوم المتواجدين في التشكيلة.
بدائل بلان
أمام هذا الوضع، بدأت أسماء عديدة تتردد وفقا لتقارير صحفية سعودية وعالمية، كمرشحين لخلافة بلان، على رأسهم الإيطالي لوتشيانو سباليتي مدرب منتخب إيطاليا السابق، والذي طُرح اسمه بشكل قوي في الساعات الماضية، حيث بدا واضحا أن الإدارة تميل للمدرسة الإيطالية، على غرار الهلال الذي استعان بالمدير الفني السابق لإنتر ميلان سيموني إنزاجي.
لوتشيانو سباليتي، الذي قاد نابولي إلى لقب الدوري الإيطالي قبل موسمين، يبقى أحد الخيارات الرفيعة المستوى.
يتميز سباليتي بالقدرة على تنظيم الفريق دفاعياً مع الحفاظ على أسلوب هجومي متوازن، إضافة إلى خبرته في توظيف النجوم الكبار وإدارة غرفة الملابس الصعبة، وهو ما يجعله خياراً مثالياً إذا أراد الاتحاد مدرباً صاحب شخصية قوية وخبرة في البطولات الكبرى.
EPA
كذلك ترشح اسم الإسباني سانتياجو سولاري الذي يمتلك خبرة أوروبية مميزة بعدما قاد ريال مدريد في فترة انتقالية صعبة، قبل أن يخوض تجربة في أمريكا الجنوبية.
سولاري يُنظر إليه كمدرب يجيد التعامل مع الأسماء الكبيرة، وهو ما يحتاجه اتحاد جدة في ظل وجود نجوم عالميين بالفريق، كما أن فلسفته الهجومية قد تناسب الطموح الجماهيري.
البرتغالي سيرجيو كونسيساو بدوره يعد من الأسماء المرشحة بقوة، إذ صنع مسيرة ناجحة مع بورتو في السنوات الأخيرة، واشتهر بصرامته التكتيكية واعتماده على الضغط واللعب البدني، وهو أسلوب قد يمنح الاتحاد صلابة يحتاجها في المرحلة المقبلة.
لكن يبقى السؤال حول مدى قدرته على التأقلم سريعاً مع بيئة الدوري السعودي ومتطلبات فريق بحجم الاتحاد.
كما ظهر اسم الهولندي مارك فان بوميل، الذي أثبت نفسه في بعض التجارب الأوروبية، وأيضاً الألماني روجر شميدت المعروف بأسلوب الضغط العالي وتقديم كرة هجومية ممتعة، وهما مرشحان قد يكونان ضمن الحسابات إذا أرادت الإدارة التوجه نحو مشروع طويل الأمد يعتمد على تطوير الأداء أكثر من تحقيق النتائج الفورية.
ورغم أن الحديث عن يورجن كلوب بدا أقرب إلى الطموح الكبير، فإن وجود اسمه في قائمة الترشيحات يعكس رغبة الاتحاد في التفكير بمدرب من الطراز العالمي، حتى لو بدت الصفقة معقدة من الناحية العملية.
في النهاية، يظل التحدي الأكبر أمام إدارة الاتحاد هو اختيار المدرب القادر على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، وضبط غرفة الملابس، وتحويل النجوم إلى منظومة جماعية متماسكة قادرة على المنافسة محلياً وقارياً.
لكن تصريحات خرجت مؤخرا من مدرب ليفربول السابق، عكست عدم وجود رغبة لديه في خوض تجربة تدريبية، مفضلا الابتعاد عن الأجواء الحالية للعمل التدريبي اليومي، رغم ما حققه من نجاحات في سنوات قيادته للريدز كان أبرزها دوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري الإنجليزي، والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما أن عودته للتدريب إن حدثت ربما لا تكون من بوابة دوري روشن.