فجر النجم الإنجليزي السابق واين روني، جدلا واسعا، بعد أن انتقد بشدة قرارات مدرب ليفربول، آرني سلوت، في مواجهة جالطة سراي بدوري أبطال أوروبا.
وأكد روني، أن ما قام به سلوت، لو فعله المدرب البرتغالي روبن أموريم في مانشستر يونايتد، لتعرض للذبح من الإعلام والجماهير.
وأمام جالطة سراي، لجأ سلوت إلى خطة غريبة في المباراة التي خسرها فريقه 0-1 مساء الثلاثاء في إسطنبول، حيث قرر الدفع بلاعب الوسط المجري دومينيك سوبوسلاي كظهير أيمن.
في المقابل، لعب المدافع جيريمي فريمبونج في مركز الجناح الأيمن، في الوقت الذي فضّل فيه المدرب الهولندي، إبقاء النجم المصري محمد صلاح على دكة البدلاء.
والنتيجة كانت كارثية، ركلة جزاء مبكرة تسبب بها سوبوسلاي بعد تدخل غير موفق ضد المهاجم التركي باريش ألبير يلماز، ليترجمها النيجيري فيكتور أوسيمين إلى هدف المباراة الوحيد.
ولم يستطع ليفربول، العودة، ليخرج بهزيمة ثانية على التوالي في كافة المسابقات، بعد سقوطه المفاجئ أمام كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي.
حصانة سلوت
روني، خلال ظهوره في برنامجه “ذا واين روني شو”، اعتبر أن المدرب سلوت يكتسب حماية وحصانة، بفضل تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وهو ما يجعله يتجاوز أحيانًا عواقب قراراته المثيرة للجدل.
وقال روني “عندما تظفر بلقب الدوري كما فعل سلوت مع ليفربول الموسم الماضي، فإن بعض القرارات التي تتخذها، يتم التغاضي عنها أحيانًا”.
وتابع “أعتقد أن قرار سلوت بوضع لاعب وسط في مركز الظهير الأيمن، ولاعب ظهير أيمن في مركز الجناح الأيمن، على سبيل المثال، لو فعله روبن أموريم في مانشستر يونايتد، لتعرض لذبح كامل من الإعلام والجماهير”.
وأضاف روني، مشيرًا إلى مباراة جالطة سراي “أعتقد أنهم كانوا سيئين جدًا. أكثر ما يقلقني أن الفريق كان خاسرًا، ومع ذلك بدا أنه حتى مع وجود الوقت الكافي، سلوت اكتفى بوضع كل المهاجمين في الملعب وقال لهم.. اذهبوا وحاولوا حل الأمر بأنفسكم”.
ولفت “كان يمكن أن تسوء الأمور أكبر بسبب كمية الكرات المقطوعة في الخلف، وفقدان الكرة، والمرتدات الخطيرة، بالإضافة إلى إصابة أليسون”.
سوبوسلاي في قلب العاصفة
هذه لم تكن المرة الأولى التي يشغل فيها سوبوسلاي، مركز الظهير الأيمن، إذ كانت هذه المرة الرابعة خلال الموسم الحالي، لكن الأداء في إسطنبول، أثار عاصفة من الانتقادات.
في بداية اللقاء، تفوق يلماز على سوبوسلاي في سباق سرعة، وكاد أن يسجل هدفًا لولا براعة الحارس أليسون بيكر، الذي أنقذ انفرادًا صريحًا، وبعدها بدقائق، جاء التدخل المتهور داخل منطقة الجزاء ليسفر عن ركلة الجزاء الحاسمة.
لاعب إيفرتون السابق، بات نيفين، انتقد بشدة قرار سلوت خلال تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وقال نيفين “قرار إشراك سوبوسلاي كظهير أيمن بدلًا من فريمبونج كان خاطئًا منذ البداية. لقد تعرض للهجوم مرتين، خسر سباق السرعة، وتسبب في ركلة جزاء. من الواضح أن هذه التجربة لم تنجح وأضرت بالفريق”.
أين الثقة في فريمبونج وبرادلي؟
أما أسطورة إنجلترا وهداف البريميرليج التاريخي، آلان شيرر، فقد عبّر عن دهشته من خيارات سلوت التكتيكية.
وخلال تحليله عبر “أمازون برايم”، قال شيرر “لقد دفع ليفربول مبلغًا ضخمًا – 29 مليون جنيه إسترليني – للتعاقد مع جيريمي فريمبونج من باير ليفركوزن. وهناك أيضًا موهبة شابة واعدة مثل برادلي. ومع ذلك، يقرر سلوت أن يضع لاعب وسط في مركز الظهير الأيمن. هذا يخبرك بوضوح أنه ليس مرتاحًا لخياراته الطبيعية في هذا المركز”.
قرار سلوت بإبقاء صلاح، أحد أبرز نجوم الفريق وقائده الهجومي، على مقاعد البدلاء، أثار صدمة إضافية.
وفي الوقت الذي كان يبحث فيه ليفربول، عن حلول هجومية، ظل صلاح خارج التشكيلة الأساسية حتى دخل في الشوط الثاني، وهو ما زاد من علامات الاستفهام حول فلسفة المدرب في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة.
هزيمتان متتاليتان جعلتا ليفربول، يدخل مرحلة من القلق، خاصة أن المباراة المقبلة ستكون أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج.
فالفريق الإنجليزي بدا هشًا دفاعيًا أمام جالطة سراي، وارتكب العديد من الأخطاء الفردية، بينما أضاع مجموعة فرص ثمينة للعودة في اللقاء.
كما أن الإصابة التي لحقت بأليسون بيكر، زادت من حجم المخاوف، خاصة وأن الحارس البرازيلي يعد أحد أهم ركائز الفريق، وإن غاب فإن “الريدز” قد يجدون أنفسهم في أزمة أكبر.
المغزى الأكبر من تصريحات روني، لم يكن فقط نقد سلوت، بل إبراز التناقض بين وضعيتي سلوت وأموريم.
فمدرب مانشستر يونايتد، يعيش تحت ضغط هائل بسبب تذبذب النتائج، وغياب الإنجازات الكبرى التي تمنحه حماية من النقد.
ولخص روني، الأمر بوضوح، بأن سلوت لديه رصيد إنجازات بعد الدوري، بينما أموريم لا يملك شيئًا يحميه من نيران الإعلام والجماهير، وبالتالي، أي قرار غير موفق قد يكون كافيًا لزيادة الضغط عليه، وربما تهديد مستقبله مع اليونايتد.