أصبح إيميل أوديرو، حارس المرمى الأساسي لمنتخب إندونيسيا، أحدث الغائبين عن صفوف الفريق قبل مواجهة المنتخب السعودي، في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
ملحق المونديال
وتستعد السعودية وإندونيسيا لقص شريط افتتاح المجموعة الثانية، في الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال. ويلتقي المنتخبان يوم الأربعاء المقبل على ملعب الإنماء في الجولة الأولى من الملحق، قبل أن يصطدم كل منهما بالمنتخب العراقي في وقت لاحق.
ويخوض منتخب إندونيسيا مباراته الثانية في الملحق أمام العراق، يوم السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول، فيما ستكون المباراة الأخيرة بين السعودية والعراق، يوم 14 من الشهر ذاته.
وتم تقسيم المنتخبات الستة التي تخوض الملحق الآسيوي على مجموعتين، بواقع 3 في كل مجموعة، بحيث يصعد الأول مباشرةً من كل مجموعة إلى المونديال، في حين يلعب الوصيفان مباراة فاصلة، كي يتأهل منتخب واحد فقط لخوض الملحق العالمي.
غياب الحارس الأساسي
وبحسب صحيفة “اليوم” السعودية، قرر الهولندي باتريك كلويفرت، المدير الفني لمنتخب إندونيسيا، استبعاد الحارس إيميل أوديرو من القائمة التي ستخوض مواجهتي السعودية والعراق، بعد تعرضه للإصابة.
وكان أوديرو قد أصيب أثناء عمليات الإحماء قبل مباراة فريقه كريمونيزي ضد كومو، يوم السبت الماضي ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإيطالي، ما يجبر المدرب على خوض المباراتين دون حارسه الأول، في ضربة قوية لآمال المنتخب.
من هو أوديرو؟
أوديرو، البالغ من العمر 28 عامًا، يلعب حاليًا لنادي كريمونيزي على سبيل الإعارة من فريقه الأصلي كومو. وبدأ مسيرته في قطاع الناشئين بنادي يوفنتوس، وتم تصعيده للفريق الأول عام 2015، قبل أن يخوض تجربتي إعارة مع فينيزيا وسامبدوريا، الذي انتقل إليه بشكل نهائي في 2019.
وبعد أربعة مواسم، انتقل معارًا إلى إنتر ميلان عام 2023، ثم انضم إلى كومو في العام التالي، ليخرج منه معارًا إلى باليرمو ثم كريمونيزي.
وعلى الصعيد الدولي، مثل أوديرو منتخبات إيطاليا العمرية المختلفة، لكنه لم يصل إلى المنتخب الأول، ليقرر في يونيو/حزيران الماضي تمثيل منتخب إندونيسيا، الذي خاض معه 4 مباريات، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 3، بينما تلقى 6 أهداف في مواجهة واحدة ضد اليابان، بالمرحلة الثالثة من التصفيات.
ليس الوحيد
ولن يكون أوديرو الغائب الوحيد، إذ سبقه صانع الألعاب مارسيلينو فردينان بسبب الإصابة.
وأكد سوماردي سيلاكو، مدير المنتخب الإندونيسي، أن اللاعب الشاب البالغ من العمر 21 عامًا يعاني من إصابة في أوتار الركبة، ما استوجب استبعاده من القائمة.
وكان فردينان قد أصيب في مباراة ودية ضد لبنان الشهر الماضي استعدادًا للملحق، وهو اللاعب الذي سجل هدفي الفوز التاريخي لإندونيسيا على السعودية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالمرحلة الثالثة من التصفيات، ليحقق المنتخب أول انتصار على “الأخضر” عبر التاريخ، بعد 15 مواجهة سابقة انتهت بـ12 فوزًا سعوديًا و3 تعادلات.
تاريخ المواجهات
يمتلك المنتخب السعودي أفضلية واضحة في تاريخه أمام إندونيسيا، إذ التقى المنتخبان تسع مرات منذ مطلع الألفية، فاز “الأخضر” في سبع منها مقابل تعادل وهزيمة.
غير أن الجماهير السعودية قلقة من أن التعثرين الوحيدين، جاءا خلال المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث تعادل المنتخبان ذهابًا 1-1، وخسرت السعودية إيابًا 0-2، ما أفقدها خمس نقاط ثمينة كانت كفيلة بضمان التأهل المباشر.
حلم المونديال
يحلم منتخب إندونيسيا ببلوغ كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ 88 عامًا، إذ كانت مشاركته الوحيدة عام 1938 تحت اسم “جزر الهند الشرقية الهولندية”، حين خسر أمام تشيكوسلوفاكيا 0-3 في الدور الأول بفرنسا.
في المقابل، يسعى المنتخب السعودي للتأهل إلى المونديال للمرة السابعة في تاريخه، والثالثة على التوالي، بعدما شارك في ست نسخ سابقة أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022، وكان أبرز إنجازاته بلوغ دور الـ16 في نسخة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
تاريخ الكرة الإندونيسية
تعود بدايات كرة القدم في إندونيسيا إلى الحقبة الاستعمارية الهولندية، في أوائل القرن العشرين، حيث انتشرت اللعبة بين السكان المحليين بفضل البعثات التعليمية والجنود الأوروبيين.
وفي عام 1930 تأسس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم “PSSI”، ليصبح أحد أوائل الاتحادات الوطنية في آسيا، وكان له دور بارز في تنظيم المنافسات المحلية، وتأسيس بطولات مبكرة ساهمت في ترسيخ اللعبة.
وبعد الاستقلال عام 1945، واصل الاتحاد المحلي تنظيم الدوري، الذي ظل يشهد تطورًا تدريجيًا، وصولًا إلى إطلاق الدوري الإندونيسي الممتاز عام 1994، الذي ساهم في رفع مستوى المنافسة محليًا، وجذب جماهير واسعة.
ورغم القاعدة الجماهيرية الكبيرة، واجهت الكرة الإندونيسية أزمات إدارية عديدة، أبرزها تعليق الاتحاد الدولي “فيفا” نشاطها أكثر من مرة بسبب التدخلات الحكومية، ما أثر على نتائج المنتخب الوطني.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأت الكرة الإندونيسية تستعيد مكانتها، عبر استقطاب لاعبين مجنسين ومدربين أوروبيين، مع طموح كبير للعودة إلى الواجهة العالمية، من خلال تصفيات كأس العالم 2026.