‏”لا يناسبنا”.. حملة زرقاء تهدد مسيرة إنزاجي مع الهلال

BySayed

أكتوبر 4, 2025


وسط أضواء الزعامة الزرقاء وصخب المدرجات، يلوح في الأفق تهديد غير متوقع لمسيرة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي مع الهلال.

أصوات نجوم الزعيم القدامى صعدت لتدق ناقوس الخطر، موجّهة سهامها نحو أسلوب إنزاجي، الذي يبدو مختلفًا إلى حد كبير عن هوية النادي على مدار تاريخه.

هوية غير واضحة

الهلال اليوم يبدو بلا هوية محددة على أرض الملعب، فالفريق الذي يقوده إنزاجي، المعروف بأسلوبه الدفاعي، لا يقدم أداءً ثابتًا في الخط الخلفي، وغالبًا ما تبدو خطوطه متذبذبة وغير محكمة، مما يفتح ثغرات أمام الخصوم.

في المقابل، يظهر الهلال أحيانًا بشكل جيد هجومياً، مع لحظات تألق فردية أو تحركات جماعية مفاجئة، لكنه لا يتمكن من الحفاظ على نسق هجومي مستمر.

 هذا التناقض بين الدفاع والهجوم يجعل الفريق بلا شخصية واضحة، ويصعب على الجماهير والمحللين تحديد أسلوب محدد يمكن البناء عليه.

النتيجة أن الهلال يبدو وكأنه يحاول التكيف مع كل مباراة بشكل منفصل، بلا بصمة واضحة، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة إنزاجي على رسم هوية متماسكة للفريق في المستقبل.

حملة زرقاء

تعرض إنزاجي لحملة هجومية من نجوم الهلال القدامى، بقيادة المهاجم الأسطوري ياسر القحطاني الذي أكد أن فلسفلة إنزاجي لا تتناسب مع الهلال.

وقال القحطاني في تصريحات سابقة: “طريقة المدرب الإيطالي غير مناسبة للهلال، لأن النادي يعتمد دائمًا على الأسلوب الهجومي وليس الدفاعي”.

وأضاف: “رغم أن الهلال يلعب بطريقة (3-5-2) ولكن من السهل اختراقه وتسجيل الأهداف ضده”.

سامي الجابر، أسطورة الهلال ورئيس النادي الأسبق، قال هو الآخر: “الهلال حاليًا يمرّ بمرحلة انسلاخ الجلد من مدرسة تدريبية إلى أخرى”.

وأكمل: “إنزاجي أضاع هوية الهلال الهجومية، فهو من وجهة نظري لا يتناسب مع النادي، ويجب عليه أن يعرف بأنه يشرف على تدريب بكل آسيا”.

وشدد: “المدرب الإيطالي اعتمد على 6 مدافعين في نهاية مباراة أهلي جدة، وهذا أمر غريب، وكان من المفترض أن يحسم تلك المباراة، لأنه تقدم بثلاثية نظيفة”.

وسار عبدالله عطيف، لاعب وسط الهلال السابق، والأهلي الحالي على نهج الثنائي بقوله: “اتفق مع حديث سامي الجابر، بأن إنزاجي ليس مناسبًا للهلال، لأنه يلعب بأسلوب مختلف تمامًا”.

وأتم: “إنزاجي يعتمد بشكل كبير على التحولات والتكتل نوعًا ما والتحفظ الدفاعي، فهو لا يتناسب مع هوية النادي”.

نتائج جيدة

في الوقت الذي يتعرض فيه المدرب الإيطالي لحملة هجومية، إلا أن نتائجه جيدة حتى الآن، بتجنب الخسارة في أول 7 مباريات من الموسم.

الهلال جمع 8 نقاط في أول 4 جولات من دوري روشن بالفوز في مباراتين والتعادل بمثلهما، ليحتل المركز السادس، خلف التعاون ونيوم والاتحاد بفارق نقطة أقل.

ويحتل القادسية الوصافة بـ10 نقاط، خلف النصر المتصدر (12) وصاحب العلامة الكاملة.

وعلى المستوى الآسيوي، فيتصدر رجال إنزاجي مجموعة الغرب، بتحقيق 6 نقاط من الفوز على الدحيل القطري (2-1) وناساف الأوزبكي (3-2).

وتأهل “الأزرق” لربع نهائي كأس الملك، بفوزه على العدالة، بهدف دون رد.

قلق مستمر

لكن في الوقت ذاته، تسيطر حالة من القلق على جماهير الهلال، بسبب عدم اتضاح هوية الفريق، فالبعض يرى أن الفريق يتأرجح بين اللعب الدفاعي والحذر المبالغ فيه أحيانًا، وبين الانطلاق الهجومي السريع في أحيان أخرى، مما يشير إلى عدم وضوح الأسلوب.

هذا التذبذب في الأداء يضع علامات استفهام حول قدرة المدرب الإيطالي على بناء مشروع متماسك يمنح الجماهير الثقة والاطمئنان، خاصة في ظل تصاعد التحديات على الصعيدين المحلي والقاري.

مع ذلك، يضيف ضغط المقارنات المستمرة مع المدربين السابقين، الذين تركوا بصمة واضحة وأسلوبًا مميزًا، عبئًا إضافيًا على إنزاجي، ما يزيد من ترقب الجماهير وانتظارها الدائم لكل خطوة للفريق.

ويحاول إنزاجي خلق توازن بين الدفاع والهجوم، لكن الهوية لا تزال في طور التشكل، مع بعض اللحظات الهجومية المميزة التي تظهر لمحة من البراعة، مقابل دفاع متذبذب لا يعكس صلابة متوقعة.

هذه التجربة الجديدة تعكس رغبة المدرب في ترك بصمة فنية خاصة، لكنها تأتي مع تحديات واضحة، إذ يحتاج الفريق إلى مزيد من الانسجام والاتساق ليتمكن من فرض أسلوب متماسك يليق بتاريخ الزعيم وطموحات جماهيره.

ماذا ينتظر الهلال؟

يسعى الهلال لاستعادة لقبي الدوري وكأس الملك بعد خسارتهما الموسم الماضي أمام الاتحاد، إضافة إلى الطموح القوي للعودة إلى منصات التتويج في منافسات النخبة الآسيوية.

وتتوقف حاليًا المنافسات المحلية والقارية، بسبب الأجندة الدولية لشهر أكتوبر/تشرين الأول، حيث سيواجه الهلال بعدها عدة تحديات نارية.

وسيخوض “الزعيم” 3 مباريات من العيار الثقيل في الدوري ضد كل من الاتفاق والاتحاد والشباب، فيما سيلعب أمام السد القطري بثالث جولات نخبة آسيا.

إضافة إلى مواجهة الأخدود في الدور ربع النهائي، وهي مواجهات سترسم ملامح مستقبل إنزاجي إلى حد كبير.



المصدر – كوورة

By Sayed