عندما يُذكر اسم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، تبدأ حالة من التأهب القصوى في أي بلد يستعد لاستقباله، لما يتمتع به من شعبية جارفة حول العالم.
رونالدو (40 عامًا) يُعد واحدًا من أبرز نجوم كرة القدم في التاريخ، ومنذ انضمامه إلى النصر، باتت الدول العربية والآسيوية تتسابق للاستفادة من حضوره، سواء عبر استقطابه في المنافسات المختلفة أو من خلال الأثر الجماهيري الكبير الذي يرافقه أينما ذهب.
لكن وجود رونالدو، يحتاج لفرض حالة من الطوارئ والاستعدادات الخاصة، من أجل مجاراة الحدث، حيث يصاحب وصوله إلى أي مكان، موجة جماهيرية ضخمة.
ظهور مُعلق
من المقرر أن يحل النصر، ضيفًا على جوا الهندي، يوم 22 أكتوبر/تشرين أول الجاري، في ثالث جولات دوري أبطال آسيا 2.
وبطبيعة الحال، تتمنى الجماهير الهندية، انضمام الدون البرتغالي لقائمة الفريق المشاركة في المباراة، من أجل التقاط الصور معه.
فضلاً عن رغبة النادي نفسه في تواجد رونالدو من أجل تسجيل لحظة تاريخية بوجوده، كونه أحد أعظم اللاعبين في التاريخ.
ولكن وجود رونالدو في المباراة، سيكون محل شك، خاصة وأن المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، يتعمد إراحته في هذه البطولة الآسيوية، من أجل الحفاظ على لياقته في المباريات الأخرى بدوري روشن السعودي.
Getty Images
حالة طوارئ مؤجلة
نشرت صحيفة “اليوم” السعودية، تصريحات لرافي بوسكور، الرئيس التنفيذي لنادي جوا، والذي قال “الشرطة الهندية استفسرت عن إمكانية مشاركة رونالدو في المباراة من عدمها”.
وأضاف “أخبرناهم أن قرار مشاركة النجم البرتغالي يعود للنصر، وسيتم الإعلان عن وجوده في المباراة قبل سفر البعثة، وبناء على ذلك سنقوم بكافة الإجراءات لدخوله”.
من جانبه، قال تيكام سينج فيرما مسؤول شرطة جنوب جوا الهندية “لم يصلنا أي تأكيد من النصر حتى هذه اللحظة حول مشاركة رونالدو”.
وأكمل “لم نخطط لاستقباله حتى هذه اللحظة، ولكن حتى لو تلقينا مكالمة متأخرة فيمكن إدارة الأمر”.
وتابع “عقدنا اجتماعًا مع نادي جوا، وقررنا زيادة عدد عناصر الشرطة خلال المباراة، حيث ستتولى إدارات البروتوكول والأمن في حكومة الولاية، وضع الترتيبات اللازمة”.
ما استفادة الهند من وجود رونالدو؟
وجود كريستيانو رونالدو في الهند، لا يُعتبر مجرد حدث رياضي عابر، بل فرصة متعددة الأبعاد، وبمجرد ارتباط اسمه بأي مدينة هندية، تتحول الأنظار العالمية نحوها، وتبدأ وسائل الإعلام الدولية في تسليط الضوء، وهو ما يمنح البلاد، فرصة تسويق مجانية مع حضور استثنائي على الساحة الكروية.
هذا الاهتمام ينعكس اقتصاديًا بشكل مباشر، من خلال ارتفاع مبيعات التذاكر، وزيادة عوائد البث التلفزيوني، فضلًا عن اجتذاب الرعاة والمستثمرين الذين يسعون للاستفادة من زخم الحدث.
كما أن وجود رونالدو، يشكل قوة دفع للسياحة الرياضية، حيث يسافر المشجعون لمتابعته عن قرب، ما ينعكس على قطاع الضيافة والنقل والخدمات.
وليس الجانب المادي وحده ما يهم، فحضور رونالدو يمثل أيضًا مصدر إلهام للاعبين الشباب في الهند، الذين يجدون في قصته، مثالًا حيًا على أن الانضباط والاجتهاد، إلى جانب ذلك، تسهم حالته الجماهيرية الضخمة في تعزيز شعبية كرة القدم، وزيادة ارتباط المجتمع بها، مما يعزز من مكانة اللعبة محليًا.
التأثير الجماهيري والإعلامي
يحمل حضور رونالدو إلى الهند، بُعدًا جماهيريًا وإعلاميًا ضخمًا، حيث تتحول المباريات والفعاليات التي يشارك فيها إلى مهرجانات كروية حقيقية، فالجماهير تتوافد بالآلاف لمشاهدته عن قرب، في مشهد يعكس الشعبية الجارفة التي يحظى بها.
أما على الصعيد الإعلامي، فتزداد نسب المشاهدة بشكل هائل، وتتصدر أخباره عناوين الصحف والقنوات، فضلًا عن تفاعل غير مسبوق عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذا الزخم يمنح كرة القدم في الهند دفعة قوية، ويضعها في دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي.
مواجهة صعبة
بعيدًا عن رونالدو ستمثل مواجهة النصر، صعوبة كبرى على الفريق الهندي، نظرًا للقوة الهجومية الكبرى التي يتمتع بها العالمي.
النصر يتصدر مجموعته برصيد 6 نقاط، بالفوز على استقلال دوشنبه الطاجيكي (5-0) والزوراء العراقي (2-0)، ليؤكد على قوته الهجومية والدفاعية.
ويمتلك النصر مجموعة رائعة من الأسماء العالمية، بخلاف رونالدو، والتي تتمثل في السنغالي ساديو ماني، الفرنسي كينجسلي كومان، البرتغالي جواو فيليكس، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.
ورغم أن جيسوس أكد أنه لا يركز على هذه البطولة، بقدر كأس الملك والدوري السعودي، إلا أن المنافسة فيها تبدو أسهل بشكل ملحوظ عن نخبة آسيا.
ونجح الفريق النصراوي في تصدر ترتيب دوري روشن، بتحقيق العلامة الكاملة في أول 4 مباريات، بالفوز على التعاون والرياض والأخدود والاتحاد، ليصل إلى 12 نقطة في صدارة المسابقة.
وفي كأس الملك، تجاوز جدة في دور 32، بنتيجة (4-0)، ليتأهل للدور ثمن النهائي من المسابقة المحلية.