255 يوما.. مبابي يمنح فينيسيوس “ركلة الحياة”

BySayed

أكتوبر 5, 2025


عاد البرازيلي فينيسيوس جونيور إلى التألق من جديد، بعد فترة طويلة من التراجع امتدت 255 يوما دون تسجيل ثنائية مع ريال مدريد، ليقود الفريق للفوز على فياريال في الدوري الإسباني بأداء باهر أعاد له الثقة والبسمة.

جاءت عودة فينيسيوس بفضل لمسة وفاء من زميله الفرنسي كيليان مبابي، الذي منحه ركلة الجزاء الحاسمة في مشهد مؤثر وصفه كثيرون بـ”ركلة الحياة” التي أعادت البرازيلي إلى سابق تألقه.

نظرة حاسمة

ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، فقد جسدت تلك اللحظة عمق العلاقة بين النجمين. فحين سقط فينيسيوس داخل منطقة الجزاء، نظر إلى مبابي، المُكلف بتنفيذ ركلات الترجيح، وكأن النظرة كانت كافية لفهم الرسالة. لم يتردد مبابي في منحه الكرة، إيمانا منه بحاجته إلى استعادة الثقة بعد أسابيع من الانتقادات.

سدد فينيسيوس الكرة بثبات، وسكنت الشباك، ليبتسم أخيرا بعد فترة طويلة من الجفاف التهديفي. وبعد اللقاء، كتب مبابي عبر حسابه: “دائما في قاربك”، فرد عليه فينيسيوس قائلا: “معا إلى الأمام يا أخي”.

كانت تلك الركلة بداية لليلة لا تُنسى، إذ واصل فينيسيوس تألقه وسجل هدفين ليقود ريال مدريد لانتصار مقنع على فياريال. الهدف الأول جاء بعد اصطدام الكرة بقدم كومييسانا لتسكن الشباك، بينما الثاني من ركلة الجزاء التي أهداها له مبابي.

وبين الهدفين قدّم فينيسيوس أداء مثاليا، أرهق به دفاع المنافس وأعاد للجماهير مشاهد من أفضل فتراته مع الفريق الملكي.

أرقام معبرة

منذ صافرة البداية، كان فينيسيوس اللاعب الأكثر تأثيرا في الملعب، وتصدر جميع الإحصاءات الهجومية: أكثر من راوغ (6)، أكثر من صنع فرصا (6)، أكثر من سدد (5)، وأكثر من مرر في الثلث الأخير (46).

كما تسبب فينيسيوس في طرد الظهير سانتياجو مورينيو بعدما أجبره على الحصول على بطاقتين صفراوين، ليظهر كنسخة من نفسه في فترته الذهبية التي رشحته لجائزة “ذا بيست”.

عقب المباراة، قال تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد: “قدم مباراة رائعة، ليس فقط بسبب الهدف؛ أحب أن أرى فينيسيوس يبتسم”. وابتسم النجم البرازيلي بالفعل، وابتسم معه ريال مدريد.

قدم فينيسيوس أداء يعكس تصميمه على العودة. حاول المراوغة 12 مرة ونجح في نصفها، محققا أفضل أرقامه هذا الموسم، وتفوق على ما قدمه أمام ليفانتي (4 مراوغات ناجحة) وإسبانيول (9 محاولات). كما صنع 6 فرص محققة، ونفذ 3 عرضيات ناجحة، وفاز بـ 11 مواجهة فردية، وتسبب في 3 أخطاء لصالحه.

وقال فينيسيوس عقب اللقاء: “لقد لعبت جيدا وأريد أن أواصل على هذا النسق”، مؤكدا رغبته في الاستمرار على طريق التألق.

الهدف الثاني من ركلة الجزاء كان له معنى خاص، إذ جاء بعد فشلين متتاليين في تنفيذ الركلات، ليكسر عقدته ويحتفل بثنائيته الأولى منذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي أمام سالزبورج في دوري الأبطال، أي بعد 255 يوما. إنها عودة نفسية وذهنية قبل أن تكون فنية، جاءت في الوقت المناسب لإحياء بدايته هذا الموسم.

إحصائيا، يعيش فينيسيوس أفضل انطلاقة له في مسيرته، إذ شارك خلال أول 8 جولات من الليجا في 9 أهداف (5 أهداف و4 تمريرات حاسمة)، إضافة إلى تسببه في طرد مورينيو واحتساب ركلة جزاء على رافا مارين.

في موسم 2021-2022، كانت مشاركته أقل بوضوح (5 أهداف، تمريرتان حاسمتان، طرد وركلة جزاء). في أسوأ فتراته، سجّل أفضل أرقامه.

ويأتي هذا التألق في توقيت مثالي على المستوى الشخصي، إذ سيغادر “فيني” إلى معسكر منتخب البرازيل بمعنويات مرتفعة بعد أن كان مهددا بفقدان مكانه الأساسي في ريال مدريد لصالح رودريجو.

وبعد أداء باهت أمام كيرات بدوري الأبطال، كان متوقعا أن يجلس فينيسيوس احتياطيا أمام فياريال، لكنه حافظ على مكانه كأساسي للمرة الرابعة تواليا.

اختار تشابي ألونسو، مثل مبابي، منح فينيسيوس جونيور الثقة، قائلا: “هو لاعب مهم جدا لما يقدمه من تفوق فردي وما يصنعه للفريق”.

انتفاضة ونضج

بهذا الفوز، طوى فينيسيوس صفحة فترة صعبة عاشها منذ بداية الموسم، حيث ظل ملف تجديد عقده معلقا، وفقد لبعض الوقت مكانته كعنصر لا يُمس في التشكيلة.

كما أثار وجود مبابي بعض المقارنات على الجهة اليسرى. لكن أمام فياريال، سارت الأرقام والأداء في انسجام تام، ليبرهن على أن الثقة تصنع الفارق، وأن “ركلة الحياة” من كيليان كانت شرارة انبعاث جديدة لنجم ريال مدريد البرازيلي.

تألق فينيسيوس أمام فياريال لم يكن مجرد عودة فنية، بل رسالة واضحة تؤكد نضجه الذهني وتطوره كشخصية قيادية داخل غرفة ملابس ريال مدريد. فقد أصبح أكثر هدوءاً واتزاناً في تعامله مع المواقف، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما لاحظه المدرب تشابي ألونسو الذي يراه “أكثر نضجاً ومسؤولية من أي وقت مضى”.

كما أن العلاقة القوية التي تربطه بمبابي بدت عاملا حاسما في تحفيزه على استعادة أفضل مستوياته، خصوصا بعد الدعم العلني الذي تلقاه من زميله الفرنسي. فينيسيوس الآن يبدو جاهزا لقيادة الجبهة الهجومية للميرينجي في المرحلة المقبلة بثقة وطموح متجددين.



المصدر – كوورة

By Sayed