تتواصل التحضيرات في معسكر المنتخب السعودي بمدينة جدة، وسط حالة من التركيز والجدية العالية، استعدادًا لخوض ملحق تصفيات آسيا المؤهل إلى كأس العالم 2026.
ويستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهتين قويتين في المجموعة الثانية، إذ سيواجه نظيره الإندونيسي الأربعاء المقبل، قبل أن يلتقي المنتخب العراقي في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مباراة قد تحدد هوية المتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويتأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى النهائيات، فيما يخوض صاحب المركز الثاني مواجهة فاصلة مع وصيف المجموعة الأولى للعبور إلى الملحق العالمي الحاسم.
ويدخل الأخضر هذه المرحلة بطموحات كبيرة من أجل انتزاع بطاقة التأهل السابعة في تاريخه إلى المونديال، مدفوعًا بتجربة غنية في النسخ السابقة وبدعم جماهيري ضخم يتطلع لعودة المنتخب إلى الواجهة العالمية بعد المشاركة الأخيرة في قطر 2022.
خطة غير تقليدية
وابتكر الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد أسلوبًا تدريبيًا غير تقليدي لاختبار جاهزية حراس المرمى، ضمن تحضيرات الأخضر للملحق الحاسم.
فقد اعتمد مدرب الحراس خلال الحصص التدريبية الأخيرة على ثلاث كرات مختلفة: الكرة الرسمية المعتمدة للمباريات، وأخرى أمريكية، وثالثة صغيرة الحجم، في خطوة لفتت الأنظار ووصفتها صحيفة “الشرق الأوسط” بأنها “خطة مبتكرة لرفع كفاءة الحراس”.
ووفقا للصحيفة فإن هذه الخطوة جاءت بهدف رفع دقة رد الفعل وتحسين سرعة الاستجابة لدى الحراس عند التعامل مع كرات متفاوتة الأحجام والأوزان، إذ أوضح الجهاز الفني أن التنويع في الكرات يسهم في تعزيز التركيز وتطوير القدرات الذهنية والفنية لحراس المرمى في المواقف الحاسمة.
وشارك في الحصة التدريبية الرباعي محمد الربيعي، وراغد النجار، ونواف العقيدي، وعبد الرحمن الصانبي، الذين خضعوا لاختبارات متقدمة على مستوى المرونة وسرعة الارتداد، في مشهد يعكس رغبة الجهاز الفني في تجهيز كل العناصر بأقصى درجة ممكنة قبل خوض الملحق.
تحديات مقلقة لمدرب الأخضر
رغم حالة التركيز العالية داخل المعسكر، إلا أن حراسة المرمى لا تزال تشكل تحديًا خاصًا للمدرب رينارد، في ظل قلة دقائق اللعب التي حصل عليها حراس المنتخب في أنديتهم هذا الموسم.
وشارك نواف العقيدي مع فريقه النصر في مباراة واحدة فقط (90 دقيقة)، قبل أن تبعده إصابة عضلية عن المشاركة، فيما خاض راغد النجار مباراتين بمعدل 180 دقيقة، بينما لم يظهر الصانبي واليامي في أي مواجهة رسمية حتى الآن، ما يجعل هذا المركز محور اهتمام الجهاز الفني.
نواف العقيدي البالغ من العمر 25 عامًا، غاب مؤخرًا عن فريقه بسبب تمزق عضلي تعرّض له في معسكر التشيك نهاية أغسطس/آب الماضي، لكنه تعافى مؤخرًا وبات جاهزًا للمشاركة أمام إندونيسيا، وهو ما اعتبرته تقارير إعلامية دفعة معنوية كبيرة للمنتخب “الأخضر” في هذه المرحلة.
وخاض العقيدي 13 مباراة دولية مع المنتخب السعودي، استقبل خلالها 16 هدفًا وخرج بشباك نظيفة في 5 منها، ما يجعله أحد أهم الخيارات المتاحة في ظل غياب الخبرة الدولية عن باقي الحراس.
أجواء مثالية وتحضيرات مكثفة
على الصعيد الفني، واصل رينارد تطبيق تمارين الاستحواذ والضغط العالي خلال تدريبات الفريق على الملعب الرديف بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، حيث ركّز على رفع الانسجام بين خطوط الفريق وتجهيز اللاعبين بدنيًا وتكتيكيًا.
وشهد المران الأخير مشاركة جميع اللاعبين بعد تعافي المصابين، إذ شارك أيمن يحيى ومحمد سليمان في التدريبات الجماعية لأول مرة منذ فترة، ليكتمل عقد الأخضر بشكل مثالي قبل المواجهة المنتظرة.
وذكرت تقارير صحفية أن قائمة المنتخب خلت تمامًا من الإصابات، بما في ذلك حسان تمبكتي، الذي تجاوز إصابة طفيفة كان يعاني منها، مما رفع من الروح المعنوية داخل المعسكر وزاد من ثقة رينارد قبل المواجهة الأولى.
وصول الثنائي الأوروبي
ومن المنتظر أن يصل سعود عبد الحميد لاعب لانس الفرنسي، ومروان الصحفي جناح أنتويرب البلجيكي، عصر الأحد إلى جدة، بعد إنهاء التزاماتهما مع نادييهما، حيث سينضمان مباشرة إلى التدريبات الجماعية للأخضر.
ويعوّل رينارد كثيرًا على الثنائي، لما يتمتعان به من خبرات أوروبية وسرعة في الارتداد الدفاعي والهجومي، وهما عنصران أساسيان في فلسفة المدرب الفرنسي.
روح جديدة قبل الموقعة
يعيش لاعبو المنتخب السعودي أجواءً إيجابية داخل المعسكر الجاري في جدة، انعكست في حماس واضح خلال التدريبات، ورغبة قوية في تحقيق نتيجة إيجابية أمام إندونيسيا، قبل خوض المواجهة المرتقبة أمام أسود الرافدين.
ويبدو أن تجربة “الكرة الأمريكية” لم تكن سوى جزء من خطة شاملة لرفع الجاهزية الذهنية والبدنية لدى اللاعبين، خصوصًا في ظل إدراك الجهاز الفني لصعوبة المواجهتين وقوة المنافسين في الملحق الآسيوي.