تلقت الأوساط الرياضية العراقية خبرا صادما، بوفاة البرازيلي مارسيلو غالينا، مدرب حراس مرمى المنتخب العراقي لكرة القدم داخل الصالات، بعد سقوطه من الطابق العلوي في قاعة الرياضة بجامعة آشور.
وقدم الاتحاد العراقي لكرة القدم تعازيه في بيان رسمي جاء فيه: “يتقدم رئيسُ الاتحادِ العراقيّ لكرة القدم عدنان درجال، وأسرة الاتحاد، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلةِ مدرب حراس مرمى منتخبنا لكرة الصالات البرازيلي (مارسيلو غالينا)، بعد حادثِ سقوطٍ مؤسفٍ في قاعةِ تدريبات المنتخب بالعاصمةِ بغداد”.
ملابسات الحادث
بحسب مصادر مطلعة، فإن مدرب الحراس صعد إلى الطابق العلوي لقاعة الألعاب الرياضية بجامعة آشور، التي تستضيف تدريب منتخب العراق استعدادا للتصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا. وخلال وجوده هناك، انزلقت قدمه فسقط من الطابق العلوي، وتوفي في الحال إثر نزيف في المخ. وحاول اللاعب مهند عبد الهادي إنقاذه بعد أن انزلقت قدمه، لكنه لم يتمكن من ذلك.
أول تعليق رسمي
أدلى علي عيسى، المدير الإداري لمنتخب العراق لكرة الصالات، بأول تعليق رسمي حول الحادث، قائلاً للحساب الرسمي للاتحاد العراقي لكرة القدم، إن فقدان مدرب حراس المرمى البرازيلي مارسيلو غالينا كان حدثاً مؤلماً ومفجعاً لجميع أفراد وفد المنتخب.
وأضاف عيسى: “الحادثةَ تركت أثراً كبيراً في نفوسِ اللاعبين والجهازين الفنيّ والإداريّ، وتواصلتُ مع المدير الفني للمُنتخبِ جواو كارلوس بوربوسا، ونقلتُ له تعازي رئيس الاتحادِ العراقيّ لكرة القدم عدنان درجال إلى أفرادِ المنتخب وإلى عائلة الفقيد”.
وأكد أن الجهاز الفني قرّر الاستمرار في التحضيرات لقرب موعد التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا، موضحاً أن المنتخب سيخوض تدريباته غداً الاثنين في قاعة نادي الجيش، ضمن البرنامج الإعدادي المعد مسبقاً.
وعن تفاصيل الحادث، قال عيسى: “المدربُ مارسيلو غالينا تصرّفَ بشكلٍ فردي، وصعدَ إلى الطابقِ العلويّ من مبنى الصالة، رغم أنني كمديرٍ للمنتخب كنتُ قد أصدرتُ تعليماتٍ واضحةً لجميع أعضاء المنتخب بعدمِ مغادرةِ الصالة الرياضيّة، لكونها جزءاً من الحرمِ الجامعي الذي يشهدُ تواجداً كبيراً من الطلبةِ والطالبات”.
وأضاف: “رغم التواجد المُستمر لمسؤولِ المنشآتِ الرياضيّة أحمد جمعة، والمسؤول الأمنيّ علي جاسم، إلا أن المدربَ غالينا صعدَ من دون علمِ أيّ من أفراد الجهاز الإداري إلى الطابق العلويّ، وهو طابقٌ محظور التواجد فيه”.
وأتم عيسى تصريحاته مؤكداً أن رئيسَ الاتحادِ عدنان درجال وأعضاء المكتب التنفيذيّ كانوا على تواصلٍ دائمٍ للاطمئنانِ على حالةِ اللاعب مهند عبد الهادي، إذ استمرت المتابعةُ لساعاتٍ متأخرةٍ من الليل.
اجتماع باربوسا
وعقد المدير الفني للمنتخب العراقي للصالات، البرازيلي جواو كارلوس باربوسا، اجتماعاً مع لاعبي المنتخب لتحفيزهم نفسياً عقب وفاة مدرب الحراس مارسيلو غالينا.
وأكد باربوسا أن المنتخب مستمر في استعداداته للمشاركة في تصفيات كأس آسيا المُرتقبة في السعودية، مشدداً على ضرورة التماسك وتجاوز المرحلة الصعبة بروح جماعية قوية وإصرار على تحقيق الأهداف.
وخلال الاجتماع، عبّر باربوسا عن حزنه العميق وأسفه لرحيل مارسيلو، قائلاً: “كان عضواً مهماً في أسرة المنتخب، ورجلاً مخلصاً في عمله”.
وأضاف: “نحن جميعاً متألمون لهذا الفقد، لكنه قضاء الله وقدره، وعلينا أن نواصل الطريق الذي بدأناه سوياً بكل عزمٍ وإصرار. ما حدثَ لن يُضعف عزيمة الفريق، بل سيكون حافزاً إضافياً لبذل المزيد من الجهد داخل أرضية الملعب”.
وتابع: “مارسيلو كان يؤمن بقدراتكم، وكان يحلم بأن يرى هذا المنتخب في النهائيات، فلنجعل هذا الحلم حقيقةً ونُهديه بطاقة التأهل لكأس آسيا”.
وحرص باربوسا على رفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم، مبيناً أن المنتخب يمتلك من الروح والإصرار ما يكفي لتخطي هذه المرحلة، داعياً الجميع إلى التركيز الكامل في التدريبات وتنفيذ البرنامج التحضيري بدقة وجدية.
وأوضح أن تصرف اللاعبين والجهاز الإداري أثناء محاولة إنقاذ مارسيلو ومخاطرتهم بأنفسهم في سبيل إسعافه كان له أثر بالغ في قراره بالبقاء مع المنتخب.
وقال: “رأيتُ في أعينكم الإخلاص والانتماء، ورأيتُ شجاعةً لا تُقدّر بثمن، لذلك قررتُ أن أواصل الطريق معكم، ولن أرحل حتى نُحقق هدفنا جميعاً، من أجل مارسيلو ومن أجل الوطن”.
وأضاف: “التحضيرات الفنيّة تسير وفق الجدول الموضوع مسبقاً، والجهازان الفني والإداري يقفان صفاً واحداً خلف اللاعبين لتأمين أفضل جاهزية ممكنة قبل انطلاق التصفيات”.
وفي ختام حديثه، تمنى المدرب الشفاء العاجل للاعب مهند عبد الهادي، مؤكداً أنه أحد العناصر المهمة في صفوف المنتخب، وأن الجميع يتمنون له العودة سريعاً إلى الملاعب للمساهمة مع زملائه في تحقيق تطلعات الجماهير.